استضافت جامعة إربد الأهلية المؤتمر الحادي عشر الذي تقيمه الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم بالتعاون مع الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء والجمعية الجغرافية الأردنية، تحت عنوان (شخصيات مهمة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في العلوم والجغرافيا) بدعم من جامعة إربد الأهلية المستضيفة للمؤتمر، وجامعة الشارقة، بحضور الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية، والأستاذ الدكتور عبد المجيد نصير رئيس الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم، والدكتور المهندس عوني الخصاونة أمين عام الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، والعمداء، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وذلك في القاعة الهاشمية في رحاب جامعة إربد الأهلية، وعن بعد باستخدام برامج الزووم، خلال الفترة من يوم الأربعاء ولمساء الخميس  4-5/1/2023.

وقدم الأستاذ الدكتور عبد المجيد نصير رئيس الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم كلمة في بداية اللقاء شكر فيها جامعة إربد الأهلية لاستضافة فعاليات المؤتمر في رحابها، وأشار خلالها إلى أهمية البحث في تاريخ العلوم العربية والإسلامية، وللجهد الذي تقوم به الجمعية في برامج البحث والتحقيق في التراث العربي الإسلامي، وذلك لما له من أهمية عظمى في التثقيف وأداء الرسالة للمثقفين والمهتمين في الأردن والوطن العربي.

والقى الدكتور المهندس عوني الخصاونة أمين عام الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، كلمة قال فيها: فإنه يُشرفني ويسرني أن اكون بينكم في هذا اليوم الطيب المبارك في رحاب جامعة إربد الأهلية لحضور فعاليات حفل افتتاح هذا المؤتمر العلمي الحادي عشر لعام 2023  تحت عنوان: (شخصيات مهمة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في العلوم والجغرافيا) والذي ينظم من قبل جمعية تاريخ العلوم الأردنية والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والجمعية الجغرافية الأردنية، وبدعم من جامعة اربد الأهلية، وجامعة الشارقة .

وأضاف الدكتور الخصاونة، بداية اسمحوا لي بالنيابة عن رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور حميد النعيمي/ مدير جامعة الشارقة، وباسم جميع أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد العربي أن أنقل التحيات والشكر الموصول للأستاذ الدكتور أحمد الخصاونة، رئيس جامعة إربد الأهلية، ولفريقه المتميز على تعاونه من خلال دعم واستضافة هذا المؤتمر، وعلى الجهود الكبيرة والدور البارز الذي نلمسه ونشاهده الآن من خلال إنجازاته وبصمته الملموسة في جميع المراحل المفصلية لتطوير ونقل هذه الجامعة أكاديميا وإداريًا نقلة نوعية سواء عن طريق فتح برامج حيوية جديدة أو زيادة أعداد الدارسين في الجامعة، مما جعل من هذه الجامعة منارة علمية يحتذى بها على المستوى الوطني.

وبين الدكتور الخصاونة بأنه قد أصبحت دراسة التاريخ بشكل عام وتاريخ العلوم بشكل خاص، تحتل أهمية استراتيجية قد تفوق في أهميتها الكثير من العلوم الأخرى ذات الطبيعة الإنسانية؛ وذلك في ظل انتشار ثقافة العولمة، ومحاولة سيطرة ثقافة القطب الواحد، لذلك فقد أصبح خطر الهيمنة الثقافية تحت شعار ما يسمى بالعولمة الثقافية الشغل الشاغل لكثير من المثقفين والأكاديميين، فضلاً عن المؤسسات العلمية والجامعات والأكاديميات لدى كثير من الدول، لذا فقد تنبهت كثير من المؤسسات العلمية وعلى راسها الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء الذي تأسس عام 1998 ويتبع لمجلس الوحدة الاقتصادي ومقره عمان والذي يجمع في عضويته جميع الجمعيات والهيئات والمنظمات العربية المعنية بشؤون علوم الفلك والفضاء، ويسعى منذ تأسيسه لتأطير العمل العربي المشترك من خلال عقد المؤتمرات العلمية والندوات وورش العمل التي تجمع المختصين والأكاديميين العرب ويساهم في نشر المعرفة الفلكية وتبادل المعلومات والأفكار، وكذلك تأطير البحث في كل ما يتعلق بعلوم الفضاء والفلك والجو في الدول العربية ودعم المؤسسات والجمعيات العلمية في الوطن العربي والإسهام في تشكيل مؤسساتهم وجمعياتهم العلمية في البلدان العربية، وبالتالي التشجيع والحث للمحافظة على الإرث الثقافي والحضاري من خطر الغزو الثقافي والفكري، بحيث يتم عمل الدراسات والبحوث لإعادة النظر في البرامج التعليمية، وذلك باتجاه ضرورة تعريف الأجيال المستقبلية، وبالأخص جيل الشباب، بالإرث الحضاري والثقافي ومدى ما ساهمت من خلال هذا الإرث في بناء الحضارة الإنسانية، ولاشك أن إرثنا الحضاري العلمي العربي الإسلامي يحتل أهمية خاصة؛ إذ يشكل أساسًا  بنت عليه أوروبا نهضتها العلمية الحديثة.

 

  وأشار الدكتور الخصاونة لأهمية انعقاد مثل هذه الندوات، وعن جدوى بذل مثل هذا الوقت والطاقات المادية والبشرية من أجل العودة إلى دراسة الماضي، وللإجابة ببساطة شديدة على هذا التساؤل لا بد لنا أن ندرك أن حضارات الأمم تقاس بمقدار تقدمها في ميادين العلوم والفنون، وتستمد الأمة تقدمها من تاريخها وتراثها فأمة لا تاريخ لها لا مستقبل لها، ولقد اهتمت الأمم المتقدمة بهذا التراث العلمي وفلسفته فكرست له أقسامًا خاصة في جامعاتها، ورصدت له الميزانيات الكبيرة لإنشاء معاهد ومراكز خاصة يعمل فيها علماء كرسوا عمرهم للبحث في التراث وتاريخه، ولم يقتصر اهتمام هذه الجامعات وهذه المعاهد على دراسة تاريخ علوم الأمم التي تنتسب إليها، بل إنها اهتمت أيضًا بالتراث العلمي العالمي، وفي مقدمته التراث العلمي العربي الإسلامي، وذلك لأن أوربا قد استمدت الكثير من علومها من العرب المسلمين فكان لا بد لها لكي تفهم جذور انبعاث نهضتها العلمية أن تهتم بالعلوم العربية الإسلامية بالإضافة إلى المراحل التي مرت فيها تلك العلوم وأصولها ورجالاتها، وبالرغم من تجاهل الكثير من المؤسسات العلمية الغربية للدور الإيجابي والهام الذي اضطلع به العلماء العرب المسلمون ومساهمتهم في بناء الحضارة الإنسانية، إلا أنه يوجد بعض المستشرقين من المنصفين أمثال ديستارلبوالذي قال يومًا إن العلماء العرب المسلمين هم الذين مدنوا أوروبا، وأمثال سيتيوعندما قال إن أوربا مهما جحدت فضل العلماء العرب المسلمين فلن تستطيع أن تنتزع بصماتهم من فوق قبة السماء لأن النجوم والمجرات تحمل أسماء عربية، ولهذا كله كان الأجدر بنا نحن العرب أن نهتم بهذا التراث وبتاريخه وفلسفته، فدراسة الماضي هو التعرف على الذات واستشفاف المستقبل، وهو عنصر من عناصر العزة الوطنية، بل وإن الاهتمام بتاريخ العلوم دليل واضح على الرقي الفكري والحضاري.

وبنهاية كلمة الدكتور الخصاونة فقد كرر شكره وتقديره لجامعة إربد الأهلية، ممثلة برئيسها  البرفسور الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة، وإلى جميع من ساهم في الإعداد لهذا المؤتمر، وتمنى للمؤتمر النجاح والتوفيق خدمةً لديننا وأمتنا ووطننا في ظل راعي مسيرتنا المباركة سيَّدي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله  الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.

وقدم الأستاذ الدكتور سطام شقور رئيس الجمعية الجغرافية الأردنية، كلمة شكر خلالها جامعة إربد الأهلية في استضافة هذا المؤتمر، وأشار خلالها لما تقوم به الجمعية من اسهامات في المسيرة العلمية والثقافية، والبحث العلمي في جغرافية الأردن، ولما شهده علم الجغرافيا من تطور وازدهار عبر التاريخ الجغرافي في الأسفار والترحال للرحالة العرب، وأكد على أهمية تعاون الجميع في بناء خطوات على طريق البحث العلمي في الجغرافيا.

وبنهاية الجلسة الافتتاحية، بدأ المشاركون بتقديم أوراق عملهم والتي توزعت على مدار يومين، على النحو التالي:

اليوم الأول 4/1/2023، الجلسة الأولى، ترأسها الدكتور سطام شقور، وشارك فيها الدكتور المهندس بديع العابد، بورقة عمل بعنوان التأليف في حيز الوعي، والدكتور عيسى الشاعر، بورقة عمل بعنوان: اثنان من أبرز العلماء: الرازي وابن سينا، والدكتورة رويدة زهير العابد، بورقة عمل بعنوان: دراسة تحليلية للعالم الإسلامي ابن تيمية، والدكتور المهندس عوني الخصاونة، بورقة عمل بعنوان: أبو الريحان البيروني.

أما الجلسة الثانية، فقد ترأسها الدكتور المهندس عوني الخصاونة، وشارك فيها كل من: الأستاذ الدكتور عبد المجيد نصير، بورقة عمل تحت عنوان: أبو بكر الرازيالطبيب العلامة، والأستاذ الدكتور فهيم حجازي، بورقة عمل بعنوان: المرمم المعماري في التراث الإسلامي (عن بعد)، والأستاذ الدكتور محمود الحمزة، بورقة عمل بعنوان شيخ المستشرقين الروس اغناطيوس كراتشكوفسكي (عن بعد)، والأستاذ الدكتور حامد عيد، بورقة عمل بعنوان: علماء مصريون عظماء في القرن العشرين (عن بعد)، والأستاذ الدكتور عادل السيد، بوقة عمل بعنوان: الملك الأشرف الغساني وكتابه الفريد المغني في البيطرة (عن بعد)، والدكتور جاسم حمود، ودعاء عبد الله، سيقدمان ورقة عمل مشتركة بعنوان: دوائر السماوات في الاسطرلاب (عن بعد)، والأستاذة الدكتورة وجدان فريق عناد، بورقة عمل بعنوان: الفقيهة ستيتة المحاملي البغدادية وعلم الرياضيات (عن بعد).

أما اليوم اليوم الثاني الخميس 5/1/2023، فهي للجلسة الثالثة، والتي سيتراسها الأستاذ الدكتور عيسى الشاعر، وسيشارك فيها كل من الدكتور عبد الرحيم غانم، بورقة عمل بعنوان: دور العلماء في استقرار الدولة الإسلامية (العز بن عبد السلام نموذجا) (عن بعد)، والأستاذ أحمد السيد، والدكتور عبد الرحيم غانم، سيقدمان ورقة عمل مشتركة بعنوان: الجغرافية الإقليمية في منهج المقدسي (عن بعد)، والأستاذ الدكتور محمد حسان الطيان، سيقدم ورقة عمل بعنوان: ابن الدريهم والتعمية (عن بعد)، والدكتورة بيان الخصاونة، ستقدم ورقة عمل بعنوان: عمار بن علي الموصلي في طب وجراحة العيون (عن بعد)، والأستاذة منجية عرفة، ستقدم ورقة عمل بعنوان: التوزيع الجغرافي للمقدسي (عن بعد).

وأما الجلسة الرابعة، فسيترأسها  الدكتور دز عيسى الشاعر، وسيشارك فيها الأستاذة الدكتورة سرى سبع العيش، بورقة عمل بعنوان: ابن النفيس عالم كحال وعالم في التشريح (عن بعد)، والأستاذة وفاء زهير العابد، ستقدم ورقة عمل بعنوان: أثر العالم الإدريسي في علم الجغرافية، والأستاذة منجية عرفة، ستقدم ورقة عمل بعنوان: الرازي ورسالته في المعادن (عن بعد)، والأستاذ الدكتور عيسى الشاعر، سيقدم ورقة عمل بعنوانمراحل رسم الخرائط، والدكتورة سلوى النوري، ستقدم ورقة عمل بعنوان: تكامل السياقات التاريخية والفلسفية لتطوير مناهج العلوم والتكنولوجيا . والمهندس بهجت الجعافرة، قدم عن أبو الريحان البيروني (وجاهيا). والأستاذة دلال اللالا قدمت عن مريم كوشيار الجيلاني (وجاهيًا).

أما الجلسة الخامسة والختامية فسيترأسها الأستاذ الدكتور عبد المجيد نصير، وذلك لمناقشة وتقويم توصيات المؤتمر وتوزيع الشهادات التقديرية للمشاركين في المؤتمر.

آخر الأخبار