نجح الصاروخ الحامل الجديد الكبير صيني الصنع لونغ مارش-5 بي في أول رحلة له يوم الثلاثاء (الموافق 5 مايو) في عملية إطلاقه من مركز وينتشانغ الفضائي لإطلاق الصواريخ بمقاطعة هاينان جنوبي الصين، مدشنا أساسا هاما لبناء محطة الفضاء الصينية.
طرحت الصين إستراتيجية “الخطوات الثلاث” لدفع برنامج الفضاء المأهول الصيني في عام 1992. وفي غضون قرابة الثلاثين عاما من الجهود الدؤوبة، قامت الصين بـ16 رحلة فضائية كبيرة وإرسال 11 رائد فضاء صيني إلى خارج الأرض وإعادتهم بسلامة.
نجحت الصين في إطلاق أول مركبة فضائية مأهولة “شنتشو-5” لإرسال أول رائد فضاء صيني وهو يانغ لي وي إلى الفضاء في الـ15 من أكتوبر عام 2003؛ وأكملت مهمة التجول في الفضاء خلال الرحلة التي قامت بها المركبة الفضائية المأهولة “شنتشو-7” في عام 2008؛ وحققت التحاما بين المركبة الفضائية غير المأهولة “شنتشو-8” والكبسولة “تيانقونغ – 1” لأول مرة في عام 2011؛ وأطلقت المختبر الفضائي الصيني “تيانقونغ-2” لإرساله إلى الفضاء في عام 2016 بنجاح… وترمز تلك المحطات المثيرة إلى أن الصين قد حققت “الخطوتين الأوليين” من برنامج الفضاء المأهول الصيني، لتفتح آفاقا جديدة لبناء محطة الفضاء الصينية. أما “الخطوة الثالثة”، فستكون بناء محطة فضاء متطورة على مستوى العالم. وفقا للخطة، فسيتم الانتهاء من بناء محطة الفضاء الصينية بحلول عام 2022.
إن الصين تسير بثبات نحو هدفها لبناء محطة الفضاء، وتساهم في شق طريق ناجح لتطوير تكنولوجيا الفضاء. لا تزال الصين تسعى وتتابع حلم الوصول للفضاء. فلم يكن التخطيط الصيني قائما على ظروفها الذاتية وقوتها التكنولوجية فقط، بل يهتم باتجاهات تنموية مستقبلية لوضعها في الاعتبار أيضا، وهذا يعكس روح الابتكار التي تتمتع بها الصين. ولا شك أن الانتهاء من تشييد محطة الفضاء وتشغيلها سيصبح رمزا حاسما للصين في عملية بناء الدولة المبتكرة.
Couples looking to parent a child can discount viagra cute-n-tiny.com choose to respond or not.كما دفعت رحلات الصين الفضائية التقدم في العديد من مجالات العلوم والهندسة. ولا ترمز إنجازات الصين الفضائية إلى تطور العلوم والتكنولوجيا فحسب، بل إلى أنه بإمكانها أن تفيد المجتمع البشري ومختلف القطاعات في العالم. ستعمل محطة الفضاء الصينية “مختبرا فضائيا” يتيح الفرصة للعلماء في جميع أنحاء العالم لاستغلال النتائج الفضائية المحققة، بما في ذلك محطة الفضاء الصينية نفسها في عملية اكتشاف الفضاء والبحث العلمي في خدمة مصالح البشرية.
الجدير بالذكر أن المهمة الفضائية نفسها تكون محفوفة بالمخاطر والصعوبات الكبيرة. ففي الـ 16 من مارس والـ9 من أبريل للعام الجاري، فشلت الصين في إطلاق صاروخ فضائي لمرتين. كما تتزامن مهمة إطلاق الصاروخ لونغ مارش-5 بي مع مهمة أخرى بإطلاق أعمال تطوير مسبار لاستكشاف المريخ إضافة إلى خلفية تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد. في مواجهة ضغوط متعددة، تم تنفيذ هذه المهمة تحت إدارة مغلقة، وتم خفض عدد أعضاء فريق العمل وتحسين عملية الاختبار. وركز جميع العاملين المشاركين في الاختبار على المهمة لتنفيذها بدقة وعلى أعلى مستوى، مما أرسى قاعدة متينة لنجاح مهمة الإطلاق هذه.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن سلسلة أكبر الصواريخ الحاملة الصينية لونغ مارش-5 ستقوم بثلاث مهام إطلاق هذا العام. فتخطط الصين لإطلاق أول مسبار لها إلى المريخ في النصف الثاني من العام الجاري باستخدام الصاروخ الحامل لونغ مارش-5؛ وإطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-5” لإحضار عينات من القمر إلى الأرض في أواخر العام الجاري.
صادف الـ24 من أبريل من هذا العام يوم الفضاء الخامس للصين والذكرى الخمسين للإطلاق الناجح للقمر الصناعي دونغفانغهونغ-1. قبل نصف قرن، حيث تم إطلاق القمر الصناعي دونغفانغهونغ-1 على متن صاروخ حامل من طراز لونغ مارش- 1 للوصول إلى مداره المحدد، وبهذا الإطلاق أصبحت الصين خامس دولة تنجح في تطوير وإطلاق أقمار صناعية من الأرض بجهود ذاتية بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وفرنسا واليابان.
وفي الوقت الحاضر، حققت الصين تطورا سريعا في ميدان استكشاف الفضاء، وتعتبر مهمة الرحلة الأولى للصاروخ الحامل من طراز “لونغ مارش-5 بي” الرحلة الـ331 التي تضطلع بها سلسلة الصواريخ الحاملة الصينية لونغ مارش، وينقل الصاروخ الحامل نسخة تجريبية للجيل الجديد من سفينة فضاء مأهولة وكبسولة شحن يمكنها العودة إلى الأرض، وسيزيد قدرة الصين على نقل الحمولات إلى المدار الأرضي المنخفض، من نحو 14 طنا إلى 22 طنا، ما يعادل قدرات مركبات الإطلاق الرائدة عالميا.
إن استكشاف الفضاء، وتطوير علوم الفضاء، وبناء دولة ذات قدرة فضائية قوية أحد الأحلام التي تسعى الصين إلى تحقيقها بلا توقف. فبالنسبة لمهام استكشاف الفضاء بلا حدود، لا تعد هذه المهمة سوى رمزا لبداية “مسيرة طويلة” جديدة للصين، ولا يزال هناك الكثير من التحديات الجديدة في المستقبل. ولكن، وتيرة استكشاف الصين للفضاء لن تتوقف، لكنها ستخطو بخطوات أكثر ثباتا وستقطع مسافات أبعد من ما وصلت إليه اليوم. لدى الصينيين حكمة وشجاعة وثقة لتحقيق أكبر الإنجازات، فلنتطلع إلى المستقبل.