عندما يبلغ نجم مثل شمسنا في غضون سبعة مليارات سنة أخرى أو نحو ذلك سن الشيخوخة فأنه يصبح غير قادرًا على الاستمرار في حرق وقوده النووي و بعد ما يتبقى حوالي نصف كتلته فقط ، فإنه ينكمش إلى اقل من نصف قطره ويصبح حينها قزمًا أبيض White dwarf. الاقزام البيضاء مرحلة من مراحل حياة النجوم تمتاز بصغر حجمها في حدود حجم الكوكب (ومن هنا جاءت كلمت قزم مقارنة بأحجام النجوم) ولكنها ذات كثافته عالية جدا تصل إلى مليون مرة ضعف كثافة الشمس و هي قليلة اللمعان .
فهناك أكثر من 95٪ من النجوم متوقع ان تنتهي حياتها لتصبح أقزامًا بيضاء، و لذا تعتبر الاقزام البيضاء و من النجوم الشائعة، من اشهر الاقزام البيضاء المعروفة هو القزم الابيض B Sirius رفيق النجم الشِّعرَى اليَمَانِيَّة Sirius أكثر النجوم سطوعًا في السماء.
بشكل عام، تنتهي حياة جميع النجوم التي لديها كواكب exoplanets كأقزام بيضاء، توصل علماء الفلك إلى أن هذه الكواكب يمكنها البقاء على قيد الحياة في المراحل المتأخرة من تطور النجم الذي تدور حوله. تتحطم الكواكب الصخرية وتتوزع على شكل أقراص غبارية مليئة بالحطام ، ولذا تحتفظ الاقزام البيضاء بالأدلة المتبقية عن تلك الكواكب.
الانبعاثات الصادرة عن تلك الاقراص المغبرة تظهر و كأنها اشعاعت اضافية في نطاق الأشعة تحت الحمراء، عندما تتراكم بعض المواد من هذا الحطام على القزم الأبيض نفسه فأن تلك العناصر تظهر في طيف القزم الابيض. لوحظ من خلال الانبعاثات الاشعاعية أن حوالي 4٪ ، من الأقزام البيضاء مع الأقراص الغبارية تحتوي كذلك على مكونات غازية – لا يُعرف منها سوى عشرة – يُعتقد أنها توفرمعلومات مفيدًة على حدوث الاضطراب و عدم الاستقرار الديناميكي في أقراص الأقزام البيضاء ، و علماء الفلك يبحثون عن مزيدا من هذه الحالات.
حدد عالم الفلك وارن براون Warren Brown (مركز الفيزياء الفلكية، هارفرد ) مع فريق مهمة Gaia الفضائي حوالي 110 قزم ابيض و تابعوا التحليل الطيفي البصري بإستخدام تلسكوبات أرضية متعددة ، اكتشفوا منها ستة أقزام بيضاء جديدة لديها قرصًا غازيًا. في حين كشفت تحاليل الأطياف لهذه الأقزام أن الأقراص أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا: شوهد أكثر من 50 خط انبعاث تختلف في عرضها وقوتها وأشكالها. تتميز الخطوط أيضًا بخصائص تباين لافة للنظر ، حيث تظهر بعض النجوم خطوطًا بالكاد تختلف على مدار ثلاث سنوات تقريبًا من المراقبة. تظهر النتائج الجديدة أن الاقزام البيضاء تتمتع ببيئات غنية ونشطة ديناميكيًا يمكن استخدامها لفهم أفضل عن كيفية تطورانظمة الكواكب الخارجية و خاصة في المراحل الاخيرة من حياة النجوم المستضيفة لهذه الانظمة.
المصدر: Center for Astrophysics Harvard
د. قيس العمري