الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

AUASS

«مسـبـار الأمـل» في عيـون العرب

ثمّن خبراء وعلوم فضاء مصريون إنجاز «مسبار الأمل» الإماراتي، قبيل ساعات من إطلاقه نحو المريخ، مشيرين إلى أن التجربة تعد «نقلة نوعية كبيرة» من شأنها دفع علوم الفضاء في الوطن العربي إلى آفاق أرحب، وأكد هؤلاء أن المشروع الإماراتي لاستكشاف المريخ، يضع المنطقة العربية برمتها في موقع علمي متقدم، لأنه سيكون بمثابة أول مرصد جوي حقيقي للكوكب الأحمر، فضلاً عمّا سيقدمه من دراسة شافية حول العلاقة بين مناخ المريخ وتضاريسه.
وأشاد الدكتور محمد بهي الدين عرجون، أستاذ ديناميكا المركبات الفضائية والطيران، والمدير السابق لبرنامج الفضاء المصري، ب«الهدوء الواثق» لدولة الإمارات في إدارتها لبرنامجها الفضائي الطموح، مشيراً إلى أن الطريقة التي أدارت بها الإمارات هذا المشروع، من شأنها أن تلعب دوراً كبيرا ًفي توطين هذه التكنولوجيا الحديثة بالمنطقة العربية، وهي مهمة تحتاج إلى صبر طويل، ودعم كبير للجامعات ومراكز البحوث العلمية، إلى جانب إرادة سياسية طموحة.
ودعا الدكتور عرجون الملقب ب«أبو الفضاء المصري»، الإمارات إلى مشاركة الدول العربية في نتائج هذا العمل، الذي يؤسس ل«قاعدة نجاح عربية كبرى»، بالاتجاه نحو بناء قواعد علمية وتكنولوجية، وتوطين تكنولوجيا الفضاء داخل الوطن العربي.
وقال عرجون إن أهمية تلك الخطوة المباركة، تتمثل في أنها سوف تنقل العرب عموماً، من موقف المتابع لما يجري على الساحة العالمية في هذا المجال منذ عقود، إلى موقف المشارك، ولو بشكل بسيط، مشيراً إلى أن هذه الخطوة سوف تفتح المجال لمشاركة عربية حقيقية في مهام أكبر، خصوصاً بما تملكه المنطقة العربية من خبرات في هذا المجال، وهي الخبرات التي أسهمت في خوض المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر، لتجارب فضائية عدة، وأضاف عرجون أن أهمية تلك الخطوة تكمن في أن جزءاً كبيراً منها إماراتي عربي خالص، ما يمثل نقلة نوعية من حقنا أن نفرح بها، وأن تمتد تلك المظلة لتشمل دولاً عربية أخرى، بما تمثله التجربة من قيمة، وما سوف تحققه من عوائد علمية.
من جانبه وصف الدكتور يسري شفيق، المحرر الأكاديمي لمجلة أبحاث الفلك والفيزياء الفلكية الدولية، التجربة الإماراتية الجديدة بأنها «خطوة مهمة على طريق تأصيل تكنولوجيا الفضاء في المنطقة العربية»، مشيراً إلى أن علوم الفضاء ظلت لفترة طويلة تحظى باهتمام كبير من دول المنطقة العربية قبل أن يحول ضعف الإمكانيات المادية دون تحقيق إنجازات في هذا المجال.
وقال شفيق إن سبر أغوار الفضاء أصبح من أولويات الاهتمام العلمي خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن مصر قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، الذي ظل لفترة طويلة قاصراً على بعض الأقسام المتخصصة في كلية العلوم بجامعة القاهرة، ونظيرتها بجامعة الأزهر، قبل أن تشرع جامعات أخرى في تأسيس أقسام متخصصة مثل كلية العلوم بجامعة حلوان، وجامعة بني سويف.
وتقول الدكتورة رشا غنيم، رئيس مختبر أبحاث الفضاء بمعهد البحوث الوطني لعلم الفلك والجيوفيزياء: إن إطلاق الإمارات مسبارها إلى المريخ، أمر يدعو للفخر لكل العرب، لأنه في النهاية إنجاز يوضح للعالم أن العرب قادرون على سبر أغوار الفضاء، والمشاركة بقوة في صناعة الحضارة الإنسانية الحديثة.
وتضيف غنيم: «نجاح التجربة الإماراتية الرائدة ستخلق حالة من المنافسة بين العديد من الدول العربية، للحاق بالتطور التكنولوجي الكبير في هذا المجال الحيوي، كما أنه سيوفر للباحثين في مختلف التخصصات الكثير من المعلومات التي سينتهي إليها المسبار، وهي معلومات ستوفرها الإمارات لمختلف الباحثين، بحكم ما بينها وكل الدول العربية من روابط أخوة حقيقية، وهذه المشاركة تكتسب أهميتها من كونها ستكون خالصة، بين باحثين ينتمون لنفس اللغة والدين، وهو أمر يختلف كثيراً عمّا تسمح به العديد من المراكز البحثية الغربية، التي لا تشارك ما تتمكن من الوصول إليه من معلومات، إلا في نطاق ضيق».
ويرى الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، أن التجربة الإماراتية بإطلاق مسبار الأمل، ستقدم دليلًا جديداً، على مدى قدرة العرب، على المساهمة بالفاعلية المطلوبة، في إثراء الحضارة والمعرفة الإنسانية، مشيراً إلى أن التجربة ستثبت في وجدان الأجيال الجديدة، قيم الثقة والطموح والقدرة، على إمكانية الإنجاز وتحقيق النجاح، ويضيف النهري بأن التجربة تعد نموذجاً عملياً من شأنه أن يلهم شعوب المنطقة، خصوصاً أنه يأتي في وقت تعاني فيه العديد من البلدان العربية مشاكل شتى، لذا فإن المشروع في حقيقته يعد رمزاً للأمل، ووسيلة خلاقة لإلهام الأجيال الجديدة، ودفعهم للتفكير بالإيجابية المطلوبة في المستقبل.

That implies that mama and papa had to induce you to and order cheap cialis you can look here from class and driving follow.

أكد خبراء فضاء وفلك أردنيون ل«الخليج»، أهمية إطلاق «مسبار الأمل» كمنجز عربي من شأنه تغيير مسار علم الفضاء على المستوى العالمي ليس لدوره في اكتشاف خفايا كوكب المريخ فحسب، لكن لما ستعكسه النتائج على الأبحاث العلمية الدقيقة.
قال الخبير الفلكي عماد مجاهد رئيس قسم الأهلة في دائرة الافتاء العام الأردنية: «نحن أمام منجز يُدخِل العرب التاريخ من أوسع أبوابه ويضعنا في قلب تطور علم الفضاء وفي مصاف ريادته وهذه السابقة والقفزة الكبيرة محل فخر واعتزاز لكل عربي وتؤسس لمراحل مهمة تنعكس على تغيير مسار قيادة هذا المجال عالمياً».
وأضاف: «تكمن أهمية الإنجاز البارز في اتجاهات عدة؛ حيث تمكّن دولة عربية في كسر احتكار إطلاق «مسابير فضائية» ذات صلة والاعتماد على جهود شبابية إماراتية وطنية بما يفتح الآفاق على مصراعيها أمام انتباه الشباب العربي لهذا المجال، إلى جانب البناء على النتائج في الاستكشاف وفق أحدث عوامل التكنولوجيا المتطورة».
وتابع: «هناك تساؤلات كثيرة حول كوكب المريخ يطرحها المتخصصون والخبراء في علم الفضاء وأصبح التعويل كبيراً على «مسبار الأمل» في الوصول لإجابات تقود إلى مناطق أهم في العلوم المتطورة من بينها ما يتعلق بالماء والغلاف الغازي، خصوصاً تراجع نسبة الأوكسجين والهيدروجين إلى حدود متدنية، إضافة إلى البحث في تدني درجة الحرارة وسبب هبوب عواصف غبارية وحدوث الجليد وغيرها».
وقال: «نحن بصدد إعادة كتابة التاريخ في علوم الفضاء وعلينا أن ننظر لهذا المسبار بأمل كبير ودهشة لقدرته على الجمع بين قدرات لافتة لأبناء الدولة والاستخدام الأمثل لمكتسبات التكنولوجيا وهو ما يجعل الإمارات تتربع على عرش الدول التكنولوجية وفق استراتيجية علمية تتفوق على دول عالمية كبرى».
وأكد مجاهد، أن استثمار القدرة على مواكبة علم الفضاء بما يعود نفعاً على البشرية واكتشاف الثروات الطبيعية التي تخدم الإنسانية ينسجم مع رواسخ القيادة الإماراتية التي وصل جدوى ما تقدمه للعالم أجمع.
وأشار مجاهد إلى كتاب بعنوان: «الحياة الذكية في المريخ»، بصدد إصداره قريباً خصص ضمنه فصلاً كاملاً حول «مسبار الأمل» وما يترقبه العالم عند وصوله وتحقيق النتائج في فبراير 2021 تزامناً مع مرور 50 عاماً على قيام الدولة وتأسيس الاتحاد.
وقال د. حنا صابات رئيس الجمعية الفلكية الأردنية وعميد معهد علوم الفلك والفضاء في جامعة آل البيت: «إن إطلاق هذا المسبار يُمثل تميزاً عربياً لم تعرفه سوى دول عالمية معدودة على أصابع اليد الواحدة، ما يجعلنا نشعر بالفخر ويقودنا إلى طموح عال يفوق صناعة أقمار صناعية إلى إعادة تشكيل وتكوين أولويات جعل علم الفضاء ضمن أساسات اهتمامات علمية عربية كانت مقتصرة على غيرنا».
وأضاف: «ليس المتخصصون فقط هم من يترقبون مسار المسبار ونتائجه، لكن كل عربي أصبح اليوم جزءاً من هذا الإنجاز الذي أعلنت القيادة الإماراتية، شموله العالم العربي منذ البداية وإلى ما لا نهاية، ولاشك أن البيانات التي سيرصدها المسبار مهمة للغاية في تحقيق استفادة تتعلق بالغلاف الجوي والتغييرات المناخية وحالة الطقس وهذا ينعكس على تطوير العلوم الحديثة».
وأشار صابات إلى استفادة أكثر من 200 مؤسسة علمية متخصصة من البيانات الرصدية وإمكانية الذهاب إلى فتح قنوات تعاون بين الدول العربية في هذا السياق وتحفيز مجالات التدريب الطلابية وتكوين نواة نهضة عربية في علوم الفضاء تجمع الخبرات وتغير اتجاه المسار.
وقال د. عوني الخصاونة رئيس المركز الإقليمي الأممي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء عن غرب آسيا: «كنا قبل سنوات نتحدث عن حلم عربي حول مدى إمكانية الوصول للمريخ واليوم تُحقق الإمارات هذا الحلم وتعلنه عربياً شامخاً في خطوة كبيرة تعزز الأمل في قدراتنا وأبناء أمتنا العربية».
وأضاف: «سجلت الإمارات اسمها بفخر وكبرياء ونجحت من خلال طاقات هندسية وفنية في تحقيق نجاح باهر للوصول إلى هذه المرحلة وتقود دوراً بارزاً كمركز عربي مهم، ومنذ انطلقت وكالة الإمارات للفضاء كانت العيون باتجاه الخطوات التالية».
ووصف الخصاونة «مسبار الأمل»، بأنه مشروع وطني إماراتي عربي استراتيجي يكرس تأهيل الخبرات ويُعزز القدرات العربية في قطاع الفضاء الحيوي ويُحقق إمكانية البناء على بيانات تنقل المسار في اتجاه جديد.
وتابع: «هناك نتائج علمية مرتقبة بلا شك، لكن من ينظر للأمر من بعيد يدرك رؤى أبعد وأهم، فالإمارات تؤسس لنهضة جادة في هذا المجال وتسير وفق بناء متصاعد من مؤسسات علمية ووكالة فضاء وإطلاق المجموعة العربية للتعاون الفضائي وتدربب كفاءات والتطلع إلى تخصصات أكاديمية عُليا تسهم في التطوير».
وقال د. عبد القادر عابد أحد مؤسسي الجمعية الفلكية وأستاذ الجيولوجيا في الجامعة الأردنية: «هذه خطوة جادة ومهمة في الاتجاه الصحيح، فنحن في الوطن العربي لم نحقق قبل ذلك إنجازات تذكر في علم الفضاء والفلك، وكنا في آخر القائمة، ومنذ أطلقت الإمارات مركزاً متخصصاً وواصلت عبر وكالة علمية صرنا ننظر للأمور بأمل ورؤية مستقبلية أوسع».
وأضاف: «إن الدول التي تُسخر إمكاناتها وتدفع موازنات كبرى في سبيل تطور العلم والوصول إلى المعرفة التي تعود نفعاً على البشرية جمعاء تتحول إلى مثال يحتذى، والإمارات اليوم تفتح هذا الباب وتدعو جميع العرب للولوج».
وتابع: «إن تحقيق هذه القفزة المباركة تستدعي الالتفات بدقة واهتمام لما كنا كعرب نراه بعيداً وأصبح اليوم على مرأى البصر، وتجعلنا نثب نحو تكاتف عربي في مجال العلوم المتطورة بما يُحقق مكاسب نوعية تعود على الطبيعة والبيئة والفلك والفضاء وبالتالي على الإنسانية.

آخر الأخبار