إعداد: م. ماجد ابوزاهرة
كان علماء الفلك يعتقدون ذات مرة بأن الكويكبات صخور هامدة تدور حول الشمس، ولكن أرصاد حديثة تبين أن الكويكبات عكس ذلك، فهي أجسام ديناميكية نشطة يمكن أن تتفكك بسبب التأثيرات الطفيفة الدائمة وطويلة الأجل لأشعة الشمس، والتي يمكنها ابطأ دوران الكويكبات حول محورها إلى أن تبدأ في القاء مادتها.
وهذا ما وثقته العديد من التلسكوبات الأرضية والفضائية في الكويكب “Gault (6478)” أو (غولت) البالغ قطره 2.5 ميل والذي يتفكك بالتدريج ذاتيا وهو يقع على مسافة 344 مليون كيلومتر من الشمس ، بين مداري المريخ والمشتري وقد نشرت النتائج في مجلة Journal Astrophysical Journal Letters بتاريخ 27 مارس / اذار 2019.
وتظهر الصورة الملتقطة بواسطة تلسكوب هابل الفضائي وجود إثنين من الذيول الضيقة خلف الكويكب تشبه تلك التي تتشكل للمذنبات من الحطام الغباري ، وهذا دليل رئيسي بأن الكويكب (غولت) بدأ في الانهيار.
تم إكتشاف الكويكب (غولت) في عام 1988 وقد رصد بعد ذلك بشكل متكرر ولكن ذيول الحطام هي أول دليل على التفكك.
إن من بين حوالي 800,000 كويكب معروف بين المريخ والمشتري، يقدر علماء الفلك أن هذا النوع من الأحداث في حزام الكويكبات أمر نادر يحدث تقريبا مره واحدة سنويا.
ويعتبر رصد تفكك الكويكب فرصة لعلماء الفلك لدراسة تركيب هذه الصخور الفضائية دون الحاجة لإرسال مسبار لأخذ عينات منه، حيث يمكن رؤية كل حبيبات الغبار مرتبه حسب الحجم من خلال الصور.
فجميع الحبيبات الكبيرة ( تقريبا بحجم جزيئات الرمل) تكون قريبة من الكويكب ، وأصغر الحبيبات ( تقريبا بحجم حبيبات الدقيق) هي الأبعد نظرا لأنها تدفع بشكل أسرع من خلال ضغط أشعة الشمس.
ويعتبر الكويكب (غولت) الثاني فقط الذي تم اكتشافه والذي يرتبط تفككه بشكل رئيسي بعملية عزم الدوران المسماة ” يورب”.
فعندما تسخن أشعة الشمس الكويكب فإن الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطحه الدافئ تحمل زخما وكذلك حرارة ، وهذا يخلق قوة صغيرة تجعل الكويكب يدور حوله محوره بشكل أسرع وأسرع، وإذا تغلبت قوة الطرد المركزي على الجاذبية ، يصبح السطح غير مستقر ، وترسل الانهيارات الصخرية الغبار والركام إلى الفضاء.
ويقدر علماء الفلك ان الكويكب (غولت) من الممكن انه كان يدور حول محوره بشكل بطيء لأكثر من 100 مليون سنه .
These men are searching for ways of buy levitra Visit Website having greater pleasure using their sex-lives and also to better in a position to satisfy their own partners.
ان نشاط الكويكب (غولت) الأخير شارك في توثيقه مراصد وفلكيين من جميع انحاء العالم، حيث تشير المتابعة بأن الدليل الأولي عن ذيل الحطام الأولكان في 5 يناير 2019 بواسطة نظام الإنذار المبكر (أطلس) في هاوي.
وقد ظهر الذيل ايضا في البيانات الارشيفية من نظام أطلس و بان ستارز في هاواي، وفي منتصف يناير 2019 رصد ذيل ثاني قصير جدا بواسطة تلسكوب (كندا-فرنسا) في هاواي ، وتلسكوب إسحاق نيوتن في إسبانيا بالإضافة لراصدين اخرين.
ويشير تحليل كلا الذيلين إلى أن قذف الغبار قد حدثا في حوالي 28 اكتوبر و 30 ديسمبر 2018.
ووجدت أرصاد المتابعة من خلال تلسكوب ويليام هرشل والمحطة الأرضية البصرية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية وتلسكوب الهيمالايا تشاندرا في الهند ، فترة دوران الكويكب حول محوره مدتها ساعتان وهي قريبة من السرعة الحرجة حيث يبدأ الكويكب في التفكك.
وتشير الملاحظات إلى أن الغبار يقذف كرشقات قصيرة تدوم من بضع ساعات إلى بضعة ايام ، هذه الاحداث المفاجئة قذفت حطام كافي لصنع كرة ترابية بعرض حوالي 150 مترا اذا جمعت سويا ، علما بأن الذيلين سوف تبدأ في التلاشي في غضون أربعة اشهر عندما ينتشر الغبار في الفضاء بين الكواكب.
ويقدر علماء الفلك أن الذيل الأطول يمتد لاكثر من 800,000 كيلومتر وبعرض حوالي 4,800 ميل ، أما طول الذيل الاقصر فهو حوالي الربع من حيث الطول.
إن الكويكبات مثل (غولت) سهلة الاكتشاف ، وهذا يعني ان كل هذه الكويكبات التي تبدأ في النشاط والتفكك سوف يتم رصدها.
– –
الصورة المرفقة : الكويكب (غولت) من خلال تلسكوب هابل لفضائي ويظهر خلفه ذيلين ضيقين يشبهان المذنبات يخبراننا بأن الكوكب يخضع ببطء للتدمير الذاتي ، وبالنسبة للخطوط المشرقة المحيطة بالكويكب هي نجوم في خلفيته.