شاع مؤخراً بأن الأرض مقبلة على استقبال وابل من الشهب التي ستنهمر عليها ليل الأحد المقبل الموافق للثاني عشر من الشهر الجاري آب/ أغسطس 2018، وهي ما تعرف بزحة شهب البرشاويات نسبة إلى برج في السماء يدعى برشاوس وهي صورة إغريقية لرجل يحمل رأس غول، فقد عبر الأرض من ناحية ذلك البرج مذنب اسمه (سويفت تتل) يدور حول الشمس مرة كل 133 عاماً كان آخرها في عام 1992 حيث يترك المذنب بقاياه سابحة في الفضاء كل مرة يعبر بها قريباً من الشمس، وهذه البقايا أو المخلفات تعرف بالكِسف التي إن عبرت الغلاف الجوي تحولت إما إلى شهب أو كرات نارية وربما إذا كانت كبيرة بعض الشيء وصلت سطح الأرض على شكل نيازك.
ويتزامن عبور الأرض في حزام المذنب الغباري سنوياً في الفترة ما بين 17 تموز/ يوليو وحتى 24 آب أغسطس من كل عام. غير أن أفضل أيام الزخة هي حين تعبر الأرض مركز الحزام الغباري أو قريباً منه يوم 12 شهر آب/ أغسطس الموافق ليوم الأحد المقبل، حيث يمكن أن يشاهد الناس قرابة مائة شهاب كل ساعة في حال صفاء الجو في ليلة مظلمة بعيدة عن أضواء المدينة بشرط أن يكون الرصد بعيد منتصف الليل كي ترتفع نقطة الإشعاع ( النقطة التي يظهر لنا أن الشهب تدخل الغلاف الجوي منها وهي منطقة تقاطع الأرض مع الحزام الغباري للمذنب) لتسمح لأكبر عدد من الشهب بالظهور في السماء.
وبحسب الحسبة المبدئية لمنظمة الشهب الدولية الجهة الرسمية المعنية بزخات الشهب، فإن الوطن العربي يعد المكان الأفضل والأنسب لمشاهدة هذه الزخة لهذا العام، حيث يتوقع أن تكون ذروة نشاط الشهب بعيد منتصف الليل بتوقيت مكة المكرمة وحتى فجر يوم الاثنين من نفس الليلة، ويتوقع أن يبلغ عدد الشهب المتساقطة مائة شهاب في الساعة، غير أن الظروف الرصدية المختلفة في البلدان العربية من حيث التلوث الضوئي واختيار موقع الرصد ووقته لن يسمح للراصدين برؤية هذا العدد الكبير من الشهب، ومع ذلك فإن ثلاثين شهاباً لامعاً في الساعة الواحدة إن رصدها الراصدون تعبر عن هذا العدد الكبير من الشهب المتوقع أن تهطل تلك الليلة.
وقد شهدت المنطقة العربية في تاريخها الحديث فجر يوم الثامن عشر من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر من العام 1999 عاصفة شهابية عرفت بعاصفة شهب الأسديات (تبعاً لبرج الأسد) عبرت الأرض ليلتها بقايا مذنب تمبل تتل في ذروة نشاط عالمي بلغ عدد الشهب المرئية والمنهمرة التي كانت تدخل الأرض أربع شهب كل ثانية بحصيلة قدّرها بعض الراصدين بعشرة آلاف شهاب في تلك الليلة.
في حين لا يتوقع لهذه الزخة الشهابية يوم الأحد المقبل أن تكون انهماراً شهابياً، بل مجرد زخة جميلة يتوافق حدوثها مع القمر المحاق الذي سيغيب اثره السلبي وإضاءته من سماء تلك الليلة مما سيضفي عليها إعتاماً إضافياً يجعل من فرصة رؤية الشهب حتى الخافتة منها ممكناً.
نذكر هنا بأن أكثر جمعيات الفلك العربية والعالمية تنتظر هذا الحدث الصيفي السنوي لإقامة أرصاد فلكية بهذه المناسبة إذ تعد الشهب أهم ظاهرة فلكية يتعلم منها هواة الفلك العديد من المهارات والتطبيقات الفلكية، إذ فيها معرفة أوقات ظهور النجوم وأشكالها وأسمائها ولمعانها.
Experts say that a timely diagnosis and correct medication can control the problem at some point of their life before 40 years; however it lasts only for 3 or http://greyandgrey.com/attorneys/ order levitra 4 days.
وتنقسم الشهب من حيث النوع إلى اثنين هما الشهب المنتظمة التي تنتظم تبعاً للزخة الشهابية، وشهب فرادى يمكن أن تدخل الغلاف الجوي في أي وقت واتجاه ولا تتبع أية زخة شهابية، علماً بأن ثمة أكثر من عشرين زخة شهابة دورية سنوية، تشتهر منها خمس زخات بسبب لمعان شهبها ووفرة أعدادها، هي الأسديات (17 نوفمبر) والتوأميات (14 ديسمبر) والبرشاويات (12 أغسطس) والدلويات (5 مايو) والجباريات (21 أكتوبر).
غير أن شهباً لامعة جداً يمكن أن ترى في السماء بين الفينة والأخرى تدعى الكرات النارية يلمع بعضها حتى مثل القمر أو يزيد، وهي شهب كبيرة نسبة لا يزيد حجمها على حبة الحمص وترى عادة بألوان مختلفة كالأخضر والأزرق والأصفر بحسب المعادن المكونة لها كالمغنيسيوم والكالسيوم والسيليكون، أو عناصر احتكاكها في الغلاف الجوي كالنيتروجين والأكسجين.
هاني الضليع