إعداد: م. ماجد ابوزاهرة
روجت بعض المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي معلومات غير صحيحة منسوبة لوكالة الفضاء ناسا تشير إلى أن الكويكب (2010 GD37) البالغ قطره 1.26 كيلومتر سوف يصطدم بالأرض في شهر ديسمبر المقبل.
ويجب التأكيد بأن وكالة الفضاء ناسا لم تصدر أي تحذير ، والكويكب (2010 GD37) تقييمه على مقياس (تورينو) لخطر اصطدام الكويكبات والمذنبات عند المستوى (صفر) ، وحتى يكون الكويكب يشكل خطورة يجب أن يكون عند المستوى (الخامس) ليمثل مصدر قلق للكرة الارضية.
وتشير أفضل المعطيات المدارية بأن الكويكب سوف يقع خارج مدار المريخ أو قليلا داخله في شهر ديسمبر، بل وسيكون في الجانب المقابل للأرض من الشمس في ذلك التاريخ ، ولو افترضنا انه سوف يصطدم بالأرض لكانت كل التلسكوبات حول العالم ترصده الكويكب الآن وخاصة نظام الإنذار المبكر (أطلس) الجديد الذي يعطي وقت تحذير قبل عام من اصطدام كويكب قطره واحد كيلومتر أو أكبر مع دقة تصل الى 100 % ،لذلك لا يوجد أي خطر ليصطدم هذا الكويكب بالأرض ويرجح أن مدار الكويكب سيكون مستقرا لملايين السنين في المستقبل.
ويجب معرفة انه في كل عام هناك الكثير من الكويكبات توضع في قائمة “خطر محتمل” وحاليا يوجد 39 كويكب في عام 2019 ، اصغرها هو الكويكب (EK68 2008) والذي يبلغ قطره أربعة امتار واكبرها (2010 GD37) البالغ قطره 1.26 كيلومتر.
وقد يبدو هذا مخيفا ولكن في الواقع الحال مختلف، فالكويكبات عند المستوى (صفر) وهذا يعني أن احتمال اصطدامها منخفض للغاية بحيث يكون صفر فعليا.
والكويكبات التي توضع في قائمة ” خطر محتمل “يتم إزالتها بانتظام من تلك القائمة بعد القيام بمزيد من الأرصاد، وهناك الآن اكثر من 2000 كويكب تمت ازالتها بالفعل ، ولذلك فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو إزالة جميع الكويكبات البالغ عددها 39 من تلك القائمة ايضا.
ومن حين لآخر يمكن تتبع كويكب صغير جدا والتنبؤ بموعد اصطدامه وبعد دخوله إلى الغلاف الجوي للأرض سيكون مجرد كرة نارية ساطعة تعبر السماء وهذا حدث عدة مرات سابقا ، ولكن بعضها يكون مباغتا كما حصل في سماء روسيا في 2013.
من المعروف أن 95 % من الكويكبات قطره من واحد كيلومتر أو أكبر ، واغلبها لا يشكل تهديد للأرض ولكن هناك كويكب بذلك الحجم يسمى (DA 1950) لديه فرصة 0.012 % ليصطدم بالأرض في العام 2880 أي بعد اكثر من ثمانية قرون ونصف في المستقبل .
Also, psychological problems such click here for more info purchase generic viagra as depression, anxiety, stress and guilt feeling can affect erection process.
ومن المستبعد جدا أن الكويكبات من الـ 5 % المتبقية بهذا الحجم لديها أي فرصة للاصطدام بكوكبنا في هذا القرن ، او حتى لعدة قرون بمجرد معرفة مداراتها بشكل جيد .
ونحن نعلم بالفعل جميع الكويكبات التي يبلغ قطرها 10 كيلومترات او اكبر ولن يصطدم أيا منها بالأرض لآلاف السنين.
واذا كنا سنتعامل مع اسوء الحالات فهذا يعني أن واحد من الكويكبات في النسبة المتبقية البالغة 5 % يكون في مسار اصطدام مع الارض ويصطدم بنا بعد سنة من اكتشافه ، او ربما يكون هناك مذنب قطره واحد كيلومتر ،ولكن هذا غير محتمل حيث يتم تضمين المذنبات قصيرة الدورة من هذا الحجم في نسبة 95 % وتكون المذنبات ذات الفترة المدارية الاطول نادرة جدا وهذه لا تشكل أي خطر حسب البيانات الحالية .
ويجب معرفة أن قبة السماء تخضع للمراقبة بشكل دائم وعلى مدار الساعة عبر الكثير من المراصد المنتشرة حو العالم بحثا عن الكويكبات الكبيرة التي قد لا تكون معروفة والتي يمكن أن تلحق الضرر بكوكبنا وتحديد مسارتها عبر ا لفضاء في المستقبل القريب.
حيث يكتشف برنامج رصد الأجسام القريبة من الأرض المعروف باسم “حارس الفضاء” هذه الأجسام ويحدد طبيعتها الفيزيائية ويتنبأ بمسارتها لتحديد ما إذا كان من الممكن أن يكون هناك خطورة منها على كوكبنا.
وحتى اليوم لا توجد تهديدات حقيقة ، باستثناء أن النيازك تتساقط بشكل مستمر في صورة زخات شهابية سنوية او عشوائية وهي ليست ضارة، إلى جانب احتراق الكويكبات الصغيرة في الغلاف الجوي.
علاوة على ذلك فنحن لم نتعرض لاصطدام كويكب بحجم واحد كيلومتر منذ ايام انسان نياندرتال قبل 400 الف سنه .
لذلك فإن قصة اصطدام الكويكب (2010 GD37) بالأرض في ديسمبر هي امتداد لإشاعات سابقة حول الأجسام السماوية وخاصة الكويكبات من خلال اعطاها صبغة مخيفة مبالغ فيها .