الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

AUASS

القبة الفلكية في الشارقة

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة القبة الفلكية ومعارض الف ضاء والفلك من ضمن افتتاح سموه لمراق مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك (الاسم السابق للأكاديمية اليوم) وذلك في السابع من مايو-أيار عام 2015 وقد حيظ المركز برعاية واهتمام سموه ودعمه اللامحدود الذي يعبر عن عمق أفقه العلمي ورؤيته لنهل المعرفة وعلوم المستقبل.

مروان شويكي،

مدير قبة الشارقة ورئيس جمعية القباب الفلكية العربية

مهما برعنا في التوصيف، فلن يغني ذلك عن ضروة المشاهدة والمعاينة الذاتية لأن هكذا خبرات لا تتأتى إلا بالمشاهدة المباشرة بعد الجلوس على أحد مقاعد القبة الفلكية البالغة 200 مقعد وتحت شاشة قبة عملاقة بقطر 18 مترا وتتلألا فوقك عدد لا يحصى من النجوم والأجرام البديعة كاستراحة لمدة ساعة تأسر الألباب متناسيا كل ما يدور في العالم الخارجي!

بقطر شاشة 18 مترا وبسعة أكثر من 200 مقعد، تعتبر القبة الفلكية في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، أكبر قبة من نوعها في الوطن العربي وهي مجهزة بأحدث أجهزة العرض من النوعين البصري والرقمي معا.

عندما تقطع تذكرتك وتدخل عبر بوابة الدخول الاكترونية التي تقرأ تفاصيل التذكرة بالليزر Barcode، ستدهش فور دخولك  للقاعة الدائرية الواسعة التي تعلوها شاشة بيضاء عملاقة على شكل قبة. يمكنك الجلوس في أي مكان ولكن من الأفضل أن تختار مكانا أقرب إلى منتصف صف المقاعد الخلفية من القاعة العملاقة لتنال مشهدا كاملا يشمل الجزء الخلفي من مقعدك. يسمى هذا النمط من الرئية برؤية 360×180 درجة أي حولك 360 درجة و 80 درجة من أمامك إلى خلفك وكذلك من يمينك إلى يسارك. قبل ن يبدأ أحد الموظفين الخبراء بتقديم العرض، لابد أن يلفت انتباهك ذلك الجهاز الأحمر الجميل الذي  يتوسط القاعة. إنه جهاز عارض النجوم وهو من أحدث الأجهزة التي تجلس في وسط قاعات القباب الفلكية العالمية خاصة المتميزة بإظهار النجوم بالطريقة التي نراها عليها في الصحراء كما لو كانت واقعية، دقيقة لامعة ومتلألئة، هذا كل ما تحتاجه كزائر للتمتع بعرض نجوم كما لو كنت مستلقيا في الصحراء في ليلة صافية غير مقمرة.

أنظمة العرض:

تعمل القبة الفلكية في الأكاديمية بنظامي عرض متوازيين وهما نظام العرض البصري ونظام عرض القبة الكاملة الرقمي وبذلك فهي قبة فلكية تعمل بنظام مركّب هجين من نظامين معا، ما يعطيها ميزة على القباب أحادية نظام العرض.

نظام العرض البصري Opto-mechanical Projection System:

يبرز في هذه المنظومة عارض النجوم الياباني نوع ميغاستار ومعه سبعة أجهزة خاصة دقيقية وهي لعرض الأجرام السماوية السبع الرئيسية، الشمس، القمر، عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري وزحل. وكلها تدار بواسطة سيرفير خاص بها ومتصلة بتوافق وتناغم دقيقين مع المنظومة الثانية. وهنا لابد من ذكر ميزات عارض النجوم ميغاستار الياباني الذي يتحرك بسرعة هائلة محاكيا السماء في أي وقت ومن أي مكان يرغب المشاهدون رؤيته. وهو يعرض حوالي 10 مليون نقطة ضوئية منفصلة أبرزها النجوم حتى القدر السابع، ومعظمها يشكل معا شكلا اسطوريا لتفاصيل مجرتنا درب التبانة وبعض الأجرام الخافتة الأخرى. تحت القبة الفلكية هذه، أكثر ما سيثير انتباه الزاهر هو درب التبانة التي تتجسد كما لو كانت حقيقية فعلا.

نظام العرض الرقمي Full Dome Digital Projection System:

يتميز هذا النظام بأنه مكون من سبعة قنوات عرض تبرز فيها سبعة أجهزة عرض رقمية DLP مطور وتعمل كل القنوات تلك تحت 7 سيرفرات توفر معا عرض صورة كاملة واحدة على شاشة القبة كاملة. ويمكن بهذه المنظومة الحديثة عرض كل التفاصيل الملازمة للكوكبات مثل حدودها ورسوم خطوطها وكذلك أشكالها السطورية التاريخية القديمة ما يجعل السماء تبدو للمشاهد كمسرح درامي كبير يزداد تشويقا وتأثيرا مع الموسيقى المصاحبة. وبالإضافة إلى كل ذلك فهذا النظام يعرض الأفلام الفلكية والفضائية الوثائقية وكذلك الكواكب بصورها كما تبدو عن قرب جدا فيمكنك مثلا السباحة في الفضاء فوق حلقات زحل الجميلة وكانك على ظهر مركبة فضائية.

المحاكي الرئيسي برنامج يونيفيو Uniview

بطريقة سلسة جدا يستطيع برنامج المحاكاة يوفيو من ربط كل الأنظمة المذكورة أعلاه معا ليصبح بيد الفلكي المقدم للعرض كلوحة مفاتيح لسفينة فضائية ولوحة تحكم علمية للسماء والحركة في الفضاء. إنه نظام محاكاة بعمل كآلة للسفر عبر المكان وكذلك عبر الزمان فبواسطة هذا المحاكي تتمكن كمتحكم في العرض من عرض النجوم وكوكباتها ورسم كل الخطوط والشبكات وعناصر الكرة السماوية بل وعناصر الكرة الأرضية والكواكب الأخرى. كما تتمكن كعارضـ من السفر بالزوار عبر الفضاء ومشاهدة محطة الفضاء الدولية عن قرب كما لو كانوا سيلتحمون بها، وكذلك العديد من الاقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية، ولن يتوقف الأمر هنا بل يستطيع الزوار متابعة الرحلة عبر كواكب المجموعة الشمسية والمغادرة عبر مجرتنا درب التبانة لرؤيتها عن كثب قبل مغادرتها والترحال عبر مجموعة المجرات المحلية بل والتوجه إلى ما هو أعمق وأبعد حتى حافة الكون.

آخر الأخبار