إعداد : م. ماجد ابوزاهرة
من المعروف أن التدفقات الراديوية السريعة عبارة عن انبعاثات راديوية قصيرة من مصادر فلكية بعيدة، وبعض تلك التدفقات يتكرر ، ولكن معظمها عبارة عن ومضات فردية تحدث لمرة واحدة فقط لطاقة قابلة للاكتشاف.
في عام 2017 ، حدد علماء الفلك موقع التدفق الراديوي السريع والمتكرر (FRB 121102) وأفادوا أنه في منطقة تكوين نجوم في مجرة قزمه تبعد أكثر من 3 مليارات سنة ضوئية من الأرض.
والآن ، حدد علماء الفلك من خلال مصفوف الكيلومترات “باثفايندر” الأسترالي (أسكاب) وهو تلسكوب راديوي تابع لهيئة البحوث الاسترالية، الموقع الدقيق لنبضة راديوية فردية عابرة أطلق عليها (FRB 180924) وقد نشرت النتائج في مجلة Journal Science.
تنتقل التدفقات القصيرة للطاقة الراديوية الناتجة عن العمليات الفيزيائية الفلكية القوية ولكن غير معروف طبيعتها حاليًا إلى مسافات واسعة عبر مساحات شاسعة بين المجرات.
وعند وصولها إلى الأرض ، فإن التدفقات الراديوية السريعة – والتي لا تدوم في الغالب أكثر من بضعة ميلي ثانية – تكون مجرد هسهسة كهرومغناطيسية تتطلب تلسكوبات راديوية حساسة للكشف عنها.
بالرغم أنه من المعروف بأن هذه الانفجارات لها أصل خارج المجرة ، فإن المجرات المضيفة التي انطلقت منها ظلت غامضة ، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الصعوبات في تحديد موقع البث الراديوي بدقة.
تم رصد التدفق الراديوي السريع (FRB 180924) في سبتمبر 2018 أثناء بحث مخصص عن التدفقات الراديوية السريعة باستخدام مصفوفة ” باثفايندر ” الراديوية، وهي عبارة عن مجموعة من 36 هوائيًا من التلسكوبات الراديوية تعمل معًا كأداة واحدة في غرب أستراليا.
Penis enlargement supplements offer more on line cialis click now than just medication.
وقد استخدمت الاختلافات الضئيلة في مقدار الوقت الذي يستغرقه الضوء للوصول إلى هوائيات مختلفة في المصفوفة لتكبير موقع المجرة المضيفة.
وتم عمل خريطة عالية الدقة توضح أن الانفجار قد نشأ في ضواحي مجرة عدسية تسمى (DES J214425.25-405400.81) ، وهي بحجم درب التبانة أو مجرة حلزونية من النوع المبكر تبعد حوالي 3.6 مليار سنة ضوئية.
وبحسب العلماء فان الاختلافات الزمنية الضيقة – مجرد جزء من المليار من الثانية – من خلالها تم تحديد مجرة الانفجار الرئيسية وحتى نقطة انطلاقها النبضة بالضبط ، على بعد 13,000 سنة ضوئية من مركز تلك المجرة .
وللتعرف على المزيد حول المجرة العدسية (DES J214425.25-405400.81) ، قام الفريق بتصويرها من خلال التلسكوب الكبير جدا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي وتم قياس المسافة من خلال تلسكوب “كيك” في هاواي وتلسكوب “جيميني” الجنوبي في تشيلي.
ويقول العلماء أن المجرة مصدر النبضة (FRB 180924) لا يبدو مثل النبضة المتكررة (FRB 121102) والمجرة المضيفة لها.
فتلك النبضة تأتي من مجرة ضخمة تقوم بتكوين عدد قليل من النجوم نسبيًا. وهذا يشير هذا إلى أنه يمكن إنتاج التدفقات الراديوية السريعة في مجموعة متنوعة من البيئات ، أو أن التدفقات التي تبدو لمرة واحدة والتي تم اكتشافها حتى الآن بواسطة (أسكاب) يتم إنشاؤها بواسطة آلية تكرار مختلفة ، وربما أن تلك التدفقات تغيرت بسبب المواد التي صادفتها في الفضاء.
لذلك الآن يمكن للعلماء تحديد من أين تأتي ، ويمكنهم استخدامها لقياس مقدار المادة في الفضاء بين المجرات.
—
https://science.sciencemag.org/content/early/2019/06/26/science.aaw5903