إعداد : م. ماجد ابوزاهرة
من المعروف بأن المسبار (فوياجر 2) التابع لوكالة ناسا غادر نفوذ الشمس في مثل هذا اليوم 5 نوفمبر العام الماضي 2018 ليصبح ثاني مركبة فضائية من صنع الإنسان تقوم بذلك
وقبل ذلك غادر المسبار التوأم (فوياجر 1) الهيلوسفير وهي فقاعة واقية من الجزيئات والمجالات المغناطيسية أنشأتها الشمس -. في اتجاه مختلف مقارنة بالمسبار (فوياجر 2)، وهذا الأسبوع ، نشرت مجلة Nature Astronomy بيانات جديدة تكشف ما رصده المسبار (فوياجر 2) في رحلته إلى المجهول.
النتائج الجديدة التي تم الحصول عليها بواسطة الأجهزة العلمية الخمسة على متن المسبار (فوياجر 2) والتي تضم مستشعر المجال المغنطيسي ، واثنين من الأجهزة للكشف عن الجسيمات في نطاقات طاقة مختلفة، وأداة لدراسة البلازما (غاز يتكون من جسيمات مشحونة)، سوف تساعد مجتمعة في رسم صورة لهذا الخط الساحلي الكوني ، حيث تنتهي البيئة التي تصنعها الشمس ويبدأ المحيط الواسع من الفضاء بين النجوم.
وقبل عبور المسبارين التاريخي إلى الفضاء بين النجوم ، قدما خدمات مهمة للإنسانية عند اقترابهم من الكواكب الخارجية في نظامنا الشمسي ، بزيارة كوكب المشتري العملاق وزحل ذو الحلقات ، وقام المسبار (فوياجر 2) بالتحليق للمرة الأولى والوحيدة قرب العمالقة الجليدية أورانوس ونبتون.
وقبل وصول المسبار (فوياجر 1) إلى حافة الهليوسفير في عام 2012 – كانت طبيعة هذه الحافة نظرية تمامًا، فالعلماء لم يكونوا متأكدين تمامًا من مدى قرب هذه الحدود من الشمس ، على الرغم من أن توقعاتهم كانت دقيقة بشكل مذهل.
نحن نعلم بأن الشمس تخضع لدورة نشاط مدتها 11 عامًا، وتوقع العلماء أن حدود منطقة الهليوسفير تتحرك مع التغيرات في النشاط على الشمس، فهي مثل الرئة تتوسع وتتقلص مع التنفس، وكان هذا متفقًا مع حقيقة أن المسبارين اقتربا من الهليوسفير من على مسافات مختلفة عن الشمس، وعبرا الى الفضاء بين النجوم في اوقات مختلفة احدهما قبل ست سنوات من الأخر.
وتظهر البيانات الجديدة أن المسبار (فوياجر 2) في منطقة انتقالية مضطربة خارج الهيلوسفير مباشرة، وهذا يوضح كيف تتفاعل الشمس مع الأشياء التي تملأ معظم المساحة بين النجوم في مجرة درب التبانة.
وبدون هذه البيانات الجديدة من (فوياجر 2)، لن نعرف ما إذا كان ما رصد سابقا بواسطة (فوياجر 1) هو سمة لكامل الهليوسفير أو محدد فقط للموقع والزمن الذي تم عبوره.
الى جانب ذلك تظهر البيانات أن البلازما الموجودة في الفضاء بين النجوم المحلي أكثر كثافة بكثير من البلازما داخل الهليلوسفير ، كما توقع العلماء.
وقام (فوياجر 2) أيضًا بقياس درجة حرارة البلازما في الفضاء بين النجوم القريب وأكد أنه أكثر برودة من البلازما داخل الهليلوسفير.
In reality, acquisition de viagra Continue men more than 65 years of age, the recommended dosage is 50mg once daily.وكان المسبار (فوياجر 1) رصد في عام 2012 كثافة للبلازما أعلى قليلاً من المتوقع خارج الهليوسفير مباشرة ، مما يشير إلى أن البلازما مضغوطة إلى حد ما ، ورصد (فوياجر 2) أن البلازما خارج الهيلوسفير أكثر دفئًا قليلاً مما كان متوقعًا ، مما قد يشير أيضًا إلى أنها ايضا مضغوطة وفي المجمل فإن البلازما خارج الهيلوسفير لا تزال أبرد من البلازما في الداخل.
كما رصد (فوياجر 2 ) زيادة طفيفة في كثافة البلازما قبل خروجها من الهيلوسفير مباشرة ، مما يشير إلى أن البلازما مضغوطة حول الحافة الداخلية للفقاعة، لكن العلماء لم يفهموا حتى الآن تمامًا ما يسبب الضغط على أي من الجانبين.
وأظهر احد اجهزة فوياجر أن كمية من الجسيمات تتدفق من داخل الهيلوسفير وتنزلق عبر الحدود إلى الفضاء بين النجوم.
من ناحية اخرى الأرصاد التي أجراها جهاز الحقل المغناطيسي للمسبار (فوياجر 2) تؤكد نتيجة مدهشة تم الحصول عليها سابقا من (فوياجر1) : فالمجال المغناطيسي في المنطقة التي تقع خارج الهيلوسفير مباشرة تتوازى مع المجال المغناطيسي داخل الهيلوسفير.
وقد كان العلماء لديهم عينة واحدة من هذه الحقول المغناطيسية حصلوا عليها من (فوياجر 1 ) ولم يتمكنوا من التأكد ما إذا كان التوازي الواضح للمنطقة الخارجية بأكملها أم مجرد صدفة، إلا أن ارصاد مقياس المغناطيسية في (فوياجر 2) يؤكد اكتشاف (فوياجر 1).
جدير بالذكر أن المسبار (فوياجر 1) الأسرع يبعد حاليا أكثر من (22 مليار كيلومتر) من الشمس في حين ان (فوياجر 2) على بعد (18.2 مليار كيلومتر) من الشمس.
وتتطلب إشارة (فوياجر 2 ) التي يرسلها وتنطلق بسرعة الضوء إلى حوالي 16.5 ساعة لتصل إلى الأرض، وبالمقارنة يستغرق الضوء المنبعث من الشمس حوالي ثماني دقائق للوصول إلى الأرض.
إن جهاز الإرسال على المسبار (فوياجر 2) يتمتع بقوة 22.4 واط نفس مقدار الضوء الذي ينبعث عند فتح باب الثلاجة، وتلتقط هوائيات يبلغ عرضها 70 مترًا هذه الإشارة الخافتة من (فوياجر 2 ) وتكون باهتة بأكثر من مليار مليار مرة عند وصولها إلى الأرض – وذلك في ثلاثة منشآت موزعة على مسافة متساوية بين بعضها البعض حول العالم، تسمى شبكة الفضاء السحيق التابعة لوكالة ناسا في غولدستون ، بالقرب من بارستو ، كاليفورنيا ؛ وبالقرب من مدريد ، إسبانيا ؛ وبالقرب من كانبيرا ، أستراليا.
يشار الى ان مسباري فوياجر يعملان بواسطة بطاريات البلوتونيوم المتحللة باستمرار، ويعمل علماء وكالة ناسا ببطء على تقليص عمل الاجهزة العلمية في محاولة لتمديد الوقت الذي يمكننا من خلاله مواصلة التواصل معهم، ومن المتوقع أن تنخفض طاقة المسبارين الى مستويات حرجة في منتصف العشرينات 2020 ، وبعد ذلك سوف يصمتان الى الابد.
الصورة المرفقة : داخل الدائرة الزرقاء توجد نقطة الصفراء تمثل الشمس وبعض الخطوط البيضاوية حولها تمثل مدارات الكواكب بما في ذلك الأرض ، اللون الأزرق الشاحب البيضاوي يمثل (الهيلوسفير) حيث نفوذ الشمس وذلك مع حركة الشمس خلال الفضاء في مجرتنا درب التبانة . وتضم الصورة المسبارين ( فوياجر 1 و 2 ) اللذان انطلقا من الارض عام 1977 وهما يقعان مباشرة خارج الهيلوسفير على الحدود للفضاء بين النجوم