يتابع مرصد الشارقة الفلكي باستمرار هذا النوع من الأحداث ويشارك نتائجه مع المراصد العالمية الأخرى في مختلف بلدان العالم
وقالت وكالة أنباء الإمارات أن محمد فضل طلافحة، الباحث من فريق المرصد سجل هذه الظاهرة، وأن مرصد الشارقة الفلكي يتابع باستمرار هذا النوع من الأحداث ويشارك نتائجه مع المراصد العالمية الأخرى في مختلف بلدان العالم، إلى جانب إشراك الطلبة في مختلف المشاريع البحثية ومهمات الرصد.
وقال الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة ومدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتقنية الفضاء والفلك، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن الاصطدامات رصدت باستخدام تلسكوب رصد الضربات النيزكية على سطح القمر التابع لمرصد الشارقة الفلكي، والذي يتكون من قبة بارتفاع ثلاثة أمتار مزودة بتلسكوب بمقاس 14 بوصة إلى جانب العديد من الأدوات الحساسة.
وأوضح أن تلسكوب رصد الضربات النيزكية على سطح القمر يرصد الجزء المظلم من القمر المواجه للأرض لتحديد أحجام النيازك الكبيرة التي تضرب سطح القمر ومعدلات سقوطها.
وكشف الدكتور مشهور أحمد الوردات نائب مدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك للشؤون الأكاديمية ومرصد الشارقة الفلكي، أنه بتحليل وقت الاصطدامات ومواضعها النسبية توصل الفريق إلى أنها سلسلة من الاصطدامات النيزكية الناتجة عن تفتت الجسم النيزكي بفعل جاذبية القمر عند اقترابه من سطحه، إذ تتشظى الأجسام النيزكية وتسقط على شكل قطع متناثرة طوليًا، كما حدث في عدة ضربات نيزكية سابقة، من أشهرها ما حصل لمذنب شوميكر – ليفي عند اقترابه من سطح المشتري عام 1994، إذ تشظى واصطدمت أجزاؤه بالكوكب على شكل سلسلة طولية رصدها الفلكيون من الأرض في حينها. وحصل ذلك أيضًا للكويكب الذي ضرب الأرض عام 2008، والذي تشظى وتناثرت أجزاؤه على منطقة طولية واسعة في الصحراء النوبية شمال السودان، وأوضح الدكتور الوردات أن فريق مرصد الشارقة الفلكي يعمل الآن على تحليل أعمق لهذا الضربات النيزكية القمرية لتحديد مصدر الجرم الأساسية وكتلته.
وأوضح محمد فضل طلافحة، الراصد الفلكي ومساعد الباحث في المرصد، أن عملية الرصد المجدّولة شهريًا لرصد الضربات النيزكية على سطح القمر بتلسكوب رصد الضربات النيزكية على سطح القمر المخصص لهذه الأرصاد، تتطلب دقة عالية في التحليل، إذ أن هذه الاصطدامات تظهر على شكل ومضات ضوئية قصيرة جدًا خلال أزمنة لا تزيد عن أجزاء الثانية. وأضاف أن ما يميز هذه السلسلة من الاصطدامات أنها حدثت خلال دقيقة واحدة، وكانت أسطع من المعتاد، واستمرت فترات وميضها لمدة طويلة نسبيًا، إذ سجلت فترات تصل إلى ربع ثانية في كل اصطدام، وانتشرت الاصطدامات على منتصف الجانب الشرقي المظلم من القمر وقت الرصد وامتدت على مسافة 1000 كم. ويظهر من التحليلات الأولية لهذه الاصطدامات بأنها أنشأت فوهات قمرية حديثة على سطح القمر تتراوح أقطارها بين 5 و 10 أمتار.
ويختص مرصد الشارقة الفلكي بتسجيل الاصطدامات النيزكية على سطح القمر بهدف تحسين فهم تأثيراتها على البعثات الفضائية المأهولة إلى القمر ما يسهم في ضمان سلامتها. فضلًا عن أن رصد هذه الظواهر يتيح دراسة أنواعها وتأثيرها على سطح القمر، وكيفية تكون الفوهات القمرية على مر مليارات السنين.
يذكر أن مرصد الشارقة الفلكي سجل العديد من الاصطدامات خلال الفترة السابقة كأول مرصد في البلدان العربية مخصص لهذا النوع من الأرصاد وسجل تعاونًا مهمًا مع وكالة الفضاء الأوربية على هذا الصعيد.
ولدى جامعة الشارقة عدة برامج أكاديمية فلكية على مستوى الدراسات العليا منها برنامج ماجستير العلوم في علوم الفضاء والفلك، وبرنامج ماجستير العلوم في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وبرنامج الماجستير في القانون الجوي والفضائي، والتي تطرحها الجامعة بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتقنية الفضاء والفلك.