ناصر الجابري (أبوظبي)
يعد قطاع الفضاء الوطني في دولة الإمارات الأكبر في المنطقة، حيث وصل حجم الاستثمارات إلى 22 مليار درهم، بوجود 10 أقمار اصطناعية حالياً للدولة و8 أقمار اصطناعية أخرى قيد التصنيع والتي سيتم إطلاقها خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى وجود المقومات التي جعلت من الإمارات منصة إقليمية في الاستخدامات الفضائية.
ويعد العام الجاري، عاماً استثنائياً لقطاع الفضاء، بعد نجاح المهمة التاريخية لهزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدولية والتي برهنت على المعرفة والمهارة التي يمتلكها أبناء الإمارات وقدرتهم على أداء المهام العلمية المختلفة بكل كفاءة واقتدار، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يهدف إلى إعداد رواد الفضاء الإماراتيين وتأهيلهم للمشاركة في الرحلات الفضائية، حيث ستشهد السنوات المقبلة المزيد من الرحلات، وفقاً للهدف المتمثل في استدامته واستمرارية مشاركة الكوادر في المهام المستقبلية.
وشهد العام الجاري، إطلاق المجموعة العربية للفضاء التي تعد أول مجموعة فضائية من نوعها تجمع تحت مظلتها 11 دولة عربية، بهدف تعزيز مكانة المنطقة العربية على الخارطة الفضائية العالمية، من خلال إطلاق منظومة تجمع المقدرات التقنية والمؤهلات والكوادر العلمية لتعمل على مشاريع متقدمة تعزز مساعي المجتمع العلمي العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، إلى جانب رعاية مبادرات وبرامج لتأهيل وتدريب الكوادر القادرة على إعداد أجيال من الشباب العربي الذي سيدفع بالمشاريع المشتركة إلى أهدافها، حيث وافق أعضاء المجموعة بالإجماع على رئاسة دولة الإمارات لهذه المجموعة.
وستعمل المجموعة على إنجاز القمر الاصطناعي «813»، حيث ستموله وكالة الإمارات للفضاء، وسيقوم بتصميمه وتصنيعه عدد من المهندسين والشباب العرب من الدول التي وقعت على إعلان تدشين المجموعة ضمن المرافق المتطورة في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات والذي يعد أول مركز بحث فضائي على مستوى منطقة الشرق الوسط، وستستغرق عملية تطوير القمر 3 أعوام كاملة وسيكون عمره الافتراضي حوالي 5 أعوام، كما سيكون له مدار قطبي بارتفاع 600 كيلومتر، وسيرسل البيانات إلى محطة أرضية في دولة الإمارات ومحطات استقبال فرعية ببعض الدول العربية لتستفيد منها مختلف الجهات البيئية والبلديات والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.
الكوكب الأحمر
وواصلت الدولة خلال العام الجاري، الجهود المبذولة لإتمام مراحل «مسبار الأمل» والذي سيتم إطلاقه في يوليو من العام المقبل، حيث من المتوقع وصوله خلال الربع الأول من عام 2021، بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي، وسيعمل على جمع معلومات حول طبقات الغلاف الجوي للمريخ ودراسته لمعرفة أسباب فقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين اللذين يشكلان المكونين الأساسيين للماء من الطبقة العليا للغلاف الجوي لكوكب المريخ، كما لأول مرة ستزود مهمة فضائية المجتمع العلمي الدولي بصورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وتمثلت الجهود المبذولة ضمن «مسبار الأمل» في الانتهاء من التحقق من عدة جوانب متعلقة بالبرمجيات وتركيب الهيكل والكاميرات والتحكم، كذلك تم التأكد من عمل المسبار بجميع أنظمته ومكوناته وقدرته على التواصل مع المحطة الأرضية، إضافة إلى نجاح جميع الاختبارات الخاصة بالمسبار، إضافة إلى دخول مرحلة الاختبارات البيئية التي تمتد حتى شهر ديسمبر الجاري.
الاستراتيجية الوطنية
وأعلنت وكالة الإمارات للفضاء خلال منتصف أكتوبر الماضي، عن تفاصيل الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء 2030، وتستهدف تعزيز مساهمة القطاع الفضائي في الاقتصاد الوطني، وإسهامات الدولة في مجال الفضاء وإبرازها على المستويين الإقليمي والعالمي، إلى جانب دعم الاقتصاد القائم على المعرفة، وخلق بيئة تنظيمية فعالة، وتطوير خبرات متخصصة وجذب أهم العقول وتحفيز الإبداع لدى الشباب، فضلاً عن بناء شراكات عملية بين المؤسسات الصناعية والتعليمية والبحثية وتوطيد التعاون الدولي. وستعمل الاستراتيجية على توفير خدمات فضائية منافسة ورائدة عالمياً، وتعزيز القدرات المحلية المتقدمة في البحث والتطوير والتصنيع لتكنولوجيا الفضاء وإطلاق مهمات فضائية علمية واستكشافية ملهمة، وترسيخ ثقافة وخبرة وطنية عالية في مجال الفضاء، وتشكيل شراكات واستثمارات محلية وعالمية فاعلة في صناعة الفضاء حيث سيجري تحقيق هذه الأهداف من خلال أكثر من 20 برنامجاً شاملاً و80 مبادرة.
Please remember when preparing for having Propecia you may have committed you to ultimately an ongoing duration of prescription medication. supplementprofessors.com levitra 20 mgتعزيز الاستثمار الفضائي
وشهد العام الجاري، إطلاق الخطة الوطنية لتعزيز الاستثمار الفضائي، والتي تهدف إلى تحقيق مستهدفات رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، الرامية إلى أن تكون دولة الإمارات أفضل دول العالم في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث ستسهم الخطة في تحقيق السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، عبر بناء اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية، التي تدمج أحدث التقنيات المادية والرقمية والحيوية، إلى جانب تشجيع ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة من خلال جذب وتعزيز الاستثمار في صناعة الفضاء.
وواصل قطاع الفضاء الوطني جهوده في الأقمار الاصطناعية المصغرة التي تهدف إلى تأهيل الكوادر البشرية، حيث وصل القمر الاصطناعي «مزن سات» إلى مراحله الأخيرة قبل الإطلاق المتوقع في الربع الأول من العام المقبل، بسواعد طلاب جامعة خليفة بالتعاون مع طلبة الجامعة الأميركية في رأس الخيمة، حيث سيعمل المشروع بعد إطلاقه على قياس غازات الانبعاث الحراري، من مثل غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون، وستتم الاستفادة من البيانات والمعلومات التي ستوفر من قبل عدد من الوزارات والجهات ذات العلاقة بالشؤون البيئية في الدولة، كما سيتم دراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي باستخدام كاشف بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة عبر فريق من الطلاب متخصص برصد ومعالجة وتحليل البيانات.
أول قانون فضاء
وتواصلت منجزات قطاع الفضاء من خلال إقرار المجلس الوطني الاتحادي خلال العام الجاري لأول قانون فضاء في الدولة، والذي يتكون من «54» مادة، تهدف جميعها إلى وضع إطار تشريعي ينظم القطاع الفضائي لخلق بيئة تنظيمية ملائمة لتحقيق أهداف السياسة الوطنية للفضاء بالدولة، عبر تحفيز الاستثمار وتشجيع مشاركة القطاع الخاص والأكاديمي في القطاع الفضائي والأنشطة ذات الصلة به، ودعم تطبيق تدابير الأمن والسلامة وحماية البيئة اللازمة لتعزيز الاستقرار والاستدامة طويلة الأمد للأنشطة الفضائية والتزام الدولة بتنفيذ أحكام المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالفضاء الخارجي التي تكون الدولة طرفاً فيها. ورسخت دولة الإمارات مفهوم الدبلوماسية الفضائية، من خلال وصول عدد الاتفاقيات التي وقعتها الدولة مع كبرى وكالات الفضاء العالمية إلى نحو 30 اتفاقية، حيث استطاعت الدولة من خلال توسيع التمثيل الدولي وبناء القاعدة الأساسية لقطاع الفضاء، أن تحظى بالمكانة العالمية التي تمكنها من تبادل الخبرات والعلوم، وتطبيق أفضل الممارسات المتبعة وصقل المهارات المختلفة، بما ينعكس بشكل مباشر على برامج الإمارات الفضائية المختلفة.
تنمية الأبحاث
وواصلت الدولة الجهود الداعمة لتنمية الأبحاث في قطاع الفضاء، حيث يوجد في الدولة مجموعة من المراكز المتخصصة في علوم وتقنيات الفضاء، وتشمل مركز محمد بن راشد للفضاء ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك ومركز الاستطلاع الفضائي، إضافة إلى مختبر الياه سات في جامعة خليفة، كما تعمل جامعة نيويورك أبوظبي على إنشاء مركز فضائي، مما يعكس مستوى الاهتمام بالأبحاث الفضائية والتقنيات الحديثة.