الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

AUASS

42 سنة : إشارة ” واو ” الغامضة

إعداد : م. ماجد ابوزاهرة

منذ اكتشاف إشارة ” واو ” في 15 أغسطس 1977 بواسطة الفلكي “جيري ايهمان” من خلال تلسكوب راديوي بجامعه ولاية اوهايو أثناء عملية مسح للسماء بحثا عن إشارات مصدرها حضارات فضائية محتملة ، طرح تساؤل كبير هل تلك الإشارة قادمة من ” مخلوقات ذكية ” وماذا تعني؟!

الذي حدث عندما كانت تتم مراقبة ثلاثة أنظمة نجميه ضمن مجموعه نجوم القوس تم اكتشاف نبضة ردايوية مدتها 72 ثانية وكانت تلك الإشارة قوية مقارنه مع ما حولها من ضوضاء ، وفي بيانات كمبيوتر المرصد رسم “ايهمان” دائرة حول النبضة وكتب ملاحظته الشهيرة ” واو “.

هذه لم تكن مبالغة فلقد كان هذا النوع من الإشارات هو ما يبحث عنه وهو نوع يعتقد بأن تقنيات لمخلوقات فضائية قادرة على إنتاجها.

واستمر تسجيل أرقام عشوائية بعد ذلك ولكن “ايهمان” وضع دائرة حمراء حول عنقود ارقام ” 6EQUJ5 ” مع دوائر اخرى حول الرقم “6” و “7” في صفوف منفصلة.

هذه الشفرة الغامضة استخدمت في البداية الأعداد 1-9 وبعد ذلك الحروف A-Z للدلالة على قوة الاشارة ، وتشير النبضة ، ان قوة الاشارة وافقت ” 6″ وبعد ذلك اندفعت خلال الاحرف ووصلت قمتها ” U” قبل ان تعود نحو مقياس الارقام عند ” 5″ . وبعد ذلك انتشرت موجه طفيفة ببطء ( لهذا تم وضع دوائر حول “6” و “7”).

ومنذ ذلك اليوم في العام 1977 لم تتكرر تلك الاشارة القوية من جديد حتى وقتنا الحاضر في 2019 ، حتى بعد تأسيس معهد سيتي المتخصص في البحث عن اشارات قادمة من حضارات مفترضة في الكون في عام 1982، وعلى الرغم من جهود لا تحصى لمحاولة العثور على نبضة راديوية اخرى مثل إشارة ” واو” ولكن ذلك لم يحدث.

من ناحية أخرى اجرت صحيفة الغادريان مقابله مع استاذ مساعد لعلم الفلك في كلية سان بطرسبرج ، بولاية فلوريدا “انطونيو باريس” عام 2016 والذي يعتقد بأنه قد يستطيع ان يحل الغموض والشكوك حول إشارة ” واو ” حيث يفترض أن ظاهرة أخرى مختلفة تماما ربما تكون مصدر تلك الإشارة ، حيث يحتمل أن مذنبان ربما كانا قريبين من نجوم القوس في 15 أغسطس 1977.

المذنبان هما ( 266بي/ كرستنسن) و (335بي/جيبس) تم اكتشافهما في 2006 و 2008 ، ومن الممكن اعتبارهما مصدر الإشارة ، فلم يكن احد يعلم بوجودهما في حينه.

It helps you to get harder erections so that they can make love with great gratification. levitra price my review here

وهنا يطرح التساؤل التالي : ما هي علاقة المذنبات بالنبضات الراديوية ؟!

اشارة “واو ” تم تسجيلها عند التردد ” 1420 ميغاهرتز” ، والذي يحدث أن الهيدروجين المتعادل في الكون وبشكل طبيعي “يتألق” عند هذا التردد ، وبسبب ذلك يستخدم بشكل شائع في علم الفلك .

وهنا نتسائل : إذا كانت هناك مخلوقات ذكية في الكون وترغب في القيام بالتواصل مع غيرها من المخلوقات ، ما هو التردد الراديوي الذي ستستخدمه؟!

أولا : نظرا لأننا نحن البشر نفترض وجود ” المخلوقات الفضائية الذكية ” لذلك علينا أن نفترض بأن تلك الكائنات من المحتمل أن تستخدم الموجات الراديوية.

ثانيا : إذا كانوا يستخدمون موجات راديوية للتواصل معنا ،فهم من المحتمل يستخدمون تردد تقوم كانت ذكية أخرى باستخدامه ، ومن الممكن أن التردد 1420 ميغاهرتز ” سوف تتحقق منه المخلوقات الذكية في محاولة للتواصل مع غيرها من المخلوقات.

من ناحية أخرى المذنبات تحتوي على كميات غزيرة من الهيدروجين في اغلفتها الجوية، وإذا قلنا أن اشارة “واو ” في حقيقتها ناتجة عن عبور مذنب من خلال مجال التلسكوب الراديوي وتسببت في إشارة راديوية قوية كيف يتم التحقق من ذلك ؟!

في يونيو عام 2017 المذنب ( 266 بي/ كريستنسن) عبر من جديد امام نجوم القوس واعلن “انطونيو باريس” بأن الإشارة التاريخية والتي كان يعتقد ولفترة طويلة أنها إشارة صادرة عن حياة خارج نظامنا الشمسي ، يعتقد بأنها ظاهرة طبيعية ربما تكون ناشئة عن مذنب حيث يعتقد بأن الإشارة قادمة من سحابة الهيدروجين للمذنب و هذه الفكرة سوف تفسر لماذا إشارة واو لم يتم التقاطها من جديد ، فالمذنب الذي تسبب بها تحرك مبتعدا في مدارة .

ولكن يجب ملاحظة أن الاشارة الأصلية الملتقطة عام 1977 كانت أقوى من هذه الاشارات الملتقطة من المذنب ( 266 بي/ كريستنسن) ، وقد تم تفسير السبب الى إستخدام تلسكوب راديوي قطره 10 امتار أصغر من تلسكوب “بيغ اير” الذي تماثل حساسيته طبق ردايوي قطره 52.5 مترا ، إضافة إلى أن المذنبات تفقد من كتلتها اثناء حركتها في الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي ، لذلك فإن المذنب ( 266 بي/ كريستنسن) كان أكثر ضخامة قبل 40 سنة .

وفي النهاية لم يعد العلماء متأكدين إذا كانت إشارة “واو ” صادرة عن المذنب ( 266 بي/ كريستنسن) ، ومع ذلك توصلوا إلى أن إشارة “واو” كانت ظاهرة طبيعية ناتجة عن مذنب.

وهنا نتساءل هل هذا الافتراض صحيح وان لم يكن كذلك فهي خطوة مهمة جدا لدراسة كافة الظواهر المحتملة وإخضاعها للتجربة والتحقق منها قبل الوصول إلى الاكتشاف النهائي ، ومن الممكن ان التجربة السابقة تثبت أن إشارة” واو” كانت في حقيقتها مجرد اضطراب في الإشارات الراديوية المستقبلة لمذنبات غير مكتشفة في ذلك الوقت.

آخر الأخبار