الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

AUASS

اللقاء التاريخي يبن الأرض وكوكب المريخ 2018 – هاني الضليع

بعد خمس عشرة سنة، يعود كوكب المريخ للظهور الساطع في سماء الأرض، إنه اللقاء التاريخي الذي لا يتكرر إلا مرة كل 15 سنة، لقاء يدعو جميع الفلكيين والهواة ومحبي النظر إلى السماء إلى الاهتمام بهذا الزائر خفيف الظل. ففي العام 2003 وبمناسبة تلك الزيارة التاريخية والاقتراب الشديد بين الكوكبين إلى مسافة بلغت 55.7 مليون كيلومتراً فقط، أرسلت إلى سطح المريخ سيارتان فضائيتان لتحطا عليه في يناير/كانون ثاني من العام العام 2004 هما سبيريت وأبورتشيونوتي بعد سفر دام ستة أشهر ونصف الشهر، أدت الأولى مهمتها لست سنوات ثم أفلت، في حين ظلت الثانية ترسل لنا بالبيانات والصور حتى يومنا هذا، وهي صاحبة الفضل في آخر اكتشافات المواد العضوية التي أعلنت عنها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا قبل بضعة أسابيع. فلماذا كوكب المريخ؟ يعتبر كوكب المريخ أحد الكواكب الأرضية وأبعدها عن الشمس، فهو يملك أرضاً صلبة كعطارد ولازهرة والأرض، وهو كوكب صغير نسبياً إذ يبلغ قطره (6800) كيلومتراً أي حوالي نصف قطر الكرة الأرضية. وتبلغ سنته 687 يوماً أرضياً، أي ما يقارب سنتين أرضيتين. ويومه يقارب اليوم الأرضي 24,5 ساعة.

 

فصول المريخ

إلا أن أجمل ما يميز المريخ هو أن محور دورانه حول الشمس يميل بزاوية مقدارها (24) درجة، وهي زاوية تقارب زاوية ميلان محور الأرض (23,5) درجة، وهذا يعني أنه يمر بفصول كالتي نمر بها على الأرض باختلاف واحد هو أن فصوله تطول إلى ضعفي مدة فصول الأرض أي حوالي ستة أشهر لكل فصل. ومن الناحية الحياتية يعد المريخ أقرب الكواكب في ذلك إلى الأرض، وذلك بسبب درجة حرارة سطحه المعتدلة نسبياً مقارنة ببقية الكواكب، والتي تصل أعلاها سالب (20)، وبسبب وجود غلاف جوي رقيق حوله مكون من بعض الغازات بنسب قليلة مثل ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين. وتصل كثافة هذا الغلاف مائة مرة أقل منها على سطح الأرض. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الغلاف الجوي الرقيق قادر على أن يغلف الكوكب كاملاً بعاصفة رملية تدعى العاصفة المريخية تختفي بإثرها معالم سطح المريخ عن مرمى عدسات التلسكوبات والمراصد الفلكية القادرة على تمييز بعض المعالم الداكنة على سطحه بل والقبعة الجليدية الجنوبية البيضاء التي تظهر واضحة حين يحل موسم الشتاء هناك. بل إن تلسكوبات صغيرة هي أيضاً قادرة على فعل ذلك خصوصاً في موسمه الأعظم وهو اللقاء التاريخي مع كوكب الأرض مرة كل خمس عشرة سنة. ويعود سبب اللون الأحمر الذي يميز المريخ إلى وجود كمية كبيرة من أكسيد الحديد (الصدأ) على سطحه الأمر الذي يشير بأن الماء كان موجوداً بوفرة هناك، هذا بالإضافة إلى العواصف الغبارية التي تعم سطحه في كثير من الأحيان.

 دورة المريخ

وحيث إن المريخ يدور خارج مدار الأرض في دورة تستغرق أقل من سنتين أرضيتين، فإنه يلتقي بالأرض في نقطة قريبة بينهما مرة كل حوالي سنتين ( 2.13 سنة) وتدعى هذه الدورة بالدورة الاقترانية لأنها تقرن المريخ بالأرض والشمس على خط واحد في مسافة بينهما هي الأقل، ويدعى اصطفاف الأجرام الثلاثة معاً التقابل، حيث تقع الأرض في الوسط بين الشمس والمريخ، فإن غربت الشمس ناحية الغرب أشرق المريخ من ناحية الأفق الشرقي. ويصادف يوم التقابل هذا تاريخ 27/ 7/ 2018 وهو التقابل الأعظم بين الكوكبين إذ إنهما يقتربان كل سنتين، لكن المسافة بينهما هذه المرة تنقص حتى تبلغ 57 مليون كيلومتراً فقط، وهي قريبة من المسافة التي كان عندها في التقابل الأعظم السابق يوم 27/ 8/2003 أي قبل خمس عشرة سنة. وأبعد مسافة له عن الأرض تبلغ 400 مليون كيلومتراً حين يصبح في الناحية المقابلة لنا في مداره حول الشمس. لكنه في اقترانه كل سنتين يقترب بمعدل 70 مليون كيلومتراً وهي مسافة بعيدة نسبياً عن مرمى تلسكوبات الهواة وكاميراتهم، خاصة وأن قطره يبلغ نصف قطر الكرة الأرضية فقط.
Once you forward the message, the email has a program attached to it that will copy the list of addresses that the message go right here cheap viagra has been forwarded to and send it back to him or her and boost the confidence.
 

 ماذا سنشاهد على سطح المريخ

باقتراب الكوكب من الأرض شيئاً فشيئاً، ومع حلول موعد فصل الشتاء على القطب الجنوبي منه، فقد بدأت القبعة الجليدية البيضاء بالظهور من وراء عدسات تلسكوبات الهواة الكبيرة نسبياً، غير أن اللقاء المرتقب سيتيح ذلك المنظر أيضاً للتلكسوبات الصغيرة وحتى ذات القطر ثلاث بوصات (7.5 سم). ولأن غلاف المريخ الجوي رقيق، وفي حال هدوئه وعدم إثارته للغبار، فإن معالم سطح المريخ ستكون أيضاً واضحة جلية، وأهم تلك المعالم معلم ضخم أطلق عليه اسم الجزيرة العربية Arabia لشبهه بها، وهي منطقة فاتحة اللون ملاصقة لمعلم داكن اللون يدعى باللاتينية سيرتس ميجور وهو الخليج الليبي الواقع على ساحل سدرا الموجود في ليبيا على الأرض. ولهذا فإن اسم ليبيا موجود كأحد المعالم المدونة على خريطة المريخ، وكذلك سوريا وعدن ومؤاب وسيناء. أما إن تفحصنا الخريطة جيداً فسنجد مدناً وقرى عربية منتقاة عشوائياً تم إطلاق أسمائها هناك من قبل الاتحاد الفلكي الدولي على فوهات نيزكية مريخية، وهي في الجدول: أخيراً، فإن كوكب المريخ يلمع دائماً بين النجوم بلونه الأحمر القاني، ويسير متحركاً بينها بسرعة ملحوظة بين اليوم والثاني، وهو أفضل الكواكب التي ترينا ظاهرة تحير الكواكب وذلك لأنه كوكب ذو مدار خارجي بالنسبة للأرض، فأثناء حركته من الغرب إلى الشرق يتوقف فجأة ويبدأ بالتحرك من الشرق إلى الغرب أي بعكس اتجاه حركته الأولى، ثم بعد بضعة أيام يتوقف مرة أخرى ليعاود حركته الأولى كما كان. ويشاركه في هذه الظاهرة كل الكواكب الخارجية التي تليه لكنها أقل ظهوراً وملاحظة. وبهذه المناسبة الفلكية، تنتظم في أكثر الدول العربية أنشطة رصد للكوكب الأحمر ابتداءً من يوم الجمعة 27 تموز/ يوليو وحتى نهاية الشهر في مختلف المدن العربية وذلك باستخدام التلسكوبات التي ستتيح للناس رؤية بعض معالم هذا الكوكب الذي من المتوقع ان يصبح وجهة للزوار القادمين من الأرض والآهلين له خلال عقدين قادمين من الزمان.

آخر الأخبار