مصير الأرض في المستقبل القريب ٣ - الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

AUASS

مصير الأرض في المستقبل القريب ٣

يشهد العالم على سطح الكرة الأرضية اليوم تطوراً سريعاً في مختلف أنواع العلوم والتكنولوجيا، والتي تجعل من رفاهية الإنسان وراحته وعيشه بأمن وأمان وسلام هدفاً رئيساً. وأحياناً تكون هيمنة بعض الدول مستهدفة الربح التجاري المتزايد، فمن تطور تكنولوجي ورقمي وبرمجي غير مسبوق إلى تكنولوجيا الروبوتات والطائرات بدون طيار، إلى الإبداعات المعمارية والمدنية، ثم إلى تكنولوجيا «النانو» وتطبيقاتها في الطب والصحة والتي قد تجعل الأمراض تعالج نفسها وتتغلب على العلوم والهندسة التقليدية لتخترق قوانينها، إلى علوم وتكنولوجيا الفضاء لاستكشاف الكون وأعماقه ومحتواه، ثم تكنولوجيا الاتصال والطاقة والأمن الغذائي. ولكن مع الأسف هناك من يستخدم هذه التكنولوجيات لأغراض غير سلمية ومضرة للبشرية وللبيئة وللمناخ… إلخ، ولتظهر مشاكل إذا استمرت لن يحمد عقباها مثل:

 

– قلة احترام الإنسان للطبيعة ما أدى إلى انقراض كميات كبيرة من المخلوقات المختلفة، فاهتمام الإنسان بالتقدم التكنولوجي على حساب الطبيعة، يرفع نسبة الانقراض في الحيوان والنبات، بسبب المشاكل المشار إليها أعلاه وأهمها الاحتباس الحراري وما يعقبه من تغيرات مناخية مفاجئة والاحترار العالمي في الأرض. وبالتأكيد، أن أي اختلال في التوازن الحراري سيؤثر سلباً في حياة الإنسان ومحيطه.

 

– التلوث في البحار ومؤثراته في الثروة السمكية، فضلاً عن الإفراط في صيد الأسماك. وتشير إحدى الدراسات البيئية المرتبطة بالثروة السمكية إلى أنه لن يكون أسماك في المحيطات بعد عشرات من السنين. وكما هو معروف عالمياً، فإن المحيطات هي المصدر الأكبر للطعام في العالم، فالأسماك هي مصدر البروتين الأساسي يومياً لأكثر من مليار شخص.

 

– أعمال إزالة الغابات هي الأخرى عملية تدمير للمساحات الخضراء، بهدف استخدام الأرض لأغراض أخرى مثل البناء أو غيره من كثير من الاستخدامات الأخرى. والمعروف أن الحدائق والبساتين والغابات تؤدي إلى خفض الانبعاثات الغازية الحرارية المسببة للاحترار العالمي (الاحتباس الحراري). وكذلك تلعب دوراً مهماً في دورة المياه في الطبيعة، فهي تمتص الغازات الحرارية وانبعاثات الكربون وتقوم بإنتاج الأوكسجين وبخار الماء.

 

-إدارة المخلفات وتدويرها بسبب استهلاك الإنسان المفرط للمنتجات والاستخدام الخاطئ لها غالباً، فنحتاج إلى حملة بشرية وتكنولوجية لتنظيف الكوكب الأم، وإن لم نفعل ذلك فمن المؤكد أن يزداد التدهور الصحي العام للبشرية ولبيئة كوكب الأرض.

 

– مشاكل التلوث التي تؤدي إلى إفساد الأرض وبيئتها، ونقصد هنا بالتلوث هو الملوثات البصرية والسمعية والمائية والهوائية والإشعاعية وأحياناً تصنيع التكنولوجيا واستخداماتها في الأجهزة الحربية والاستراتيجية.

 

– المياه والإنتاج الزراعي، وكما هو معروف للماء أهمية قصوى للإنسان والحيوان والنبات «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ» الأنبياء 30»، فالماء هو الحياة، من دون الماء تفنى الحياة على سطح الأرض. والحمد لله تعالى على قدرته الذي جعل 71% من سطح الأرض من المياه والبحار ولم نجد لغاية يومنا هذا هذه النسبة من المياه في أي كوكب من كواكب الكون المرصودة «هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» يونس 22.

 

– الطاقة غير النظيفة هي الأخرى لها مشاكل كبرى وعديدة على الإنسان والطبيعة والبيئة المحيطة بالأرض، ولاسيما الاستخدامات الكثيرة والمستمرة للوقود الأحفوري بشكل أساسي، فبالتالي نحتاج إلى تقليل أو الاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري واستبداله بالطاقات النظيفة والخضراء مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية وطاقة المد والجزر والطاقة الحرارية الأرضية، وغيرها الكثير من الطاقات النظيفة والمستدامة التي تنتج الكهرباء وتشغل المصانع واستخداماتها في السيارات والقطارات والطائرات من دون تلوث وتأثير في البيئة الأرضية.

 

يا سادة الأرض رفقاً بجنة الدنيا بأرض الوطن، إذ ليس لدينا ولأجيالنا القادمة غير الأرض لنعيش عليها. خذوا الإمارات نموذجاً من ناحية اهتمامها المتميز بأهلها، وبمن ساكن عليها من المواطنين والمقيمين وحفاظها على بيئتها.

 

* مدير جامعة الشارقة

 

ـ رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

آخر الأخبار