الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك

« مارس » شهر الشفق القطبي

« مارس » شهر الشفق القطبي
*
إعداد: م. ماجد ابوزاهرة

يعرف علماء الفلك منذ فترة طويلة أنه خلال الأسابيع القريبة من حدوث الإعتدال تتشكل شقوق مؤقتة في الغلاف المغناطيسي حول الكرة الأرضية ويمكن للريح الشمسية أن تتدفق من خلالها وتغذي عروضاً ساطعة لأضواء الشفق القطبي.

ففي هذا الوقت من السنه يمكن حتى لسيل صغير من الرياح الشمسية أن يخترق الدفاعات المغناطيسية لكوكبنا وهذا ما يسمى تأثير “راسيل- ماكفيرون” نسبة إلى الباحثين الذي شرحوه لأول مرة.

تلك الشقوق يتم فتحها بواسطة الرياح الشمسية نفسها، حيث الحقول المغناطيسية داخل الريح الشمسية تشير جنوباً معارضة بذلك الحقول المغناطيسية للأرض والتي تشير شمالاً ، وكلاهما (الشمال) ضد (الجنوب) يلغي جزئياً أحدهما الآخر مما يضعف دفاعتنا الكوكبية المغناطيسية، علما بأن هذا الإلغاء يمكن أن يحدث في أي وقت من السنه لكنه يحدث بتأثير أكبر قرب الإعتدالين.

تظهر دراسة استمرت 75 سنة أن شهر مارس هو الشهر الأكثر نشاطا من الناحية الجيومغناطيسية ويليه شهر سبتمبر ثم اكتوبر وهي نتيجة مباشرة لـ “شقوق الإعتدال”.

لقد إكتشفت وكالة ناسا و وكالة الفضاء الأوروبية هذه الشقوق منذ سنوات، حيث يتراوح حجمها من شقوق صغيرة الى الضخمة، وعندما تكون الشقوق مفتوحة فإن الحقول المغناطيسية على الأرض ترتبط بتلك الموجودة على الشمس ، ونظريا سيكون من الممكن تتبع خط الحقل المغناطيسي على طول الطريق من الأرض إلى سطح الشمس.

علما بانه لا يوجد خطر على الناس على سطح الأرض لأن الغلاف الجوي لكوكبنا يحمينا، حيث يعترض تلك الجسيمات القادمة من الشمس ويجعلها تتوهج في أعلى السماء في صورة أضواء ” الشفق القطبي ” الرائعة.

لذلك يترقب القاطنون في المناطق القطبية عروض الشفق القطبي مع اقتراب الاعتدال الربيعي2021.

#الكون_يجمعنا

آخر الأخبار