ساهمت الحضارة العربية و الإسلامية في نشر المعرفة والعلوم، وبسببها قامت حضارة أوروبا التي كان عمادها ترجمات الكتب العلمية التي خلفتها حضارة المسلمين في القرون الذهبية لهم. وكان ابطالها علماء أفذاذ حملوا على عواتقهم مشاعل العلم والبحث العلمي فوضعوا النظريات ونقحوا الكتب واخترعوا وطوروا، حتى أصبحت بغداد وما جاورها من حواضر منارات للعلم وديارا للحكمة وأسرجة تستضيء بها البشرية ويستدفئ بنورها العلماء.
وقد سطعت أسماء كثيرة في تلك الحقبة المنيرة حفرت علومها في جدران التاريخ وبطون الكتب في الرياضيات والكيمياء والهندسة والطب والبصريات والفلك وغيرها. و ايمانا من الاتحاد العربي لأهمية دور الحضارة العربية و الاسلامية في تقدم علوم الفلك فقد افرد صفحة لابراز هولاء العلماء و كيف استطاعوا تفسير العديد من الظواهر قياس الكثير من حركات الارض و القمر و العديد من الاجرام السماوية بأستحداث ادوات رصد بسيطة.

كان أبو بكر الرازي محمد بن زكريا (250 – 313 /865 – 925)   أحد العقول الموسوعية الجميلة في تاريخ العلوم في الإسلام. ساهمت الخبرات التي جمعها من مختلف المجالات في نجاحه في بقية الفروع العلمية التي درسها. قادته الخيمياء إلى الكيمياء الحديثة وإلى بناء مختبر تجريبي حيث تعلم استخراج الأدوية الطبية. قام بنقل نفسه إلى صيدلاني معالج في المستشفى ، حيث تحول فيما بعد إلى طبيب ناجح للفقراء والأمراء.

في كتابه “الشكوك حول جالينوس على كلام فاضل الأطباء جالينوس في الكتب التي نسبت اليه” يسأل الرازي الأسئلة الصحيحة ، وهذا ما ميزه كعالم من الدرجة العالية.

في هذه المقالة التحليلية ، تم استخراج المعلومات الفيزيائية عن تجاربه وملاحظاته وتعليقاته حول البصريات ، وكيفية رؤية النجوم ، وكيف يصل الضوء و الصورة و اللون إلى أعيننا ، وما هي أبعاده النجوم والكواكب عنا والسبب المنطقي لعدم الدقة في قياسات تلك الأبعاد. يخبرنا الرازي، بطريقة جميلة لتدريس الفيزياء و البصريات، عن طريق إعطاء مثال لدعم أو رفض، كل  فكرة تبحث عن التوازن الطبيعي في عقله الموسوعي.

تدل المقاطع المتعلقة بالبصريات وطب العيون وهي تتحدث تركيب العين وكيفية الرؤية و بصريات العين في كتب جالينوس، على الإدراك العميق والجيد عند الرازي لألية الرؤية في العين عند الإنسان و الحيوان. كما قام الرازي بتصحيح أراء جالينوس عن الحول، أيضا شرح أليات الرؤية في الظلام وبعد النوم.

كما ذكر الرازي تجاربه في البصريات والرصد الفلكي ومنها من الممكن إعادة تطبيقها، وتحدث عن تجاربه عن الرؤية لشيئين معاً متماثلين أو غير متماثلين على خط مستقيم، أو قريبين من

بعضهما في نفس المستوى أو في مستوى مختلف، وذكر خواص و مقارنات صحيحة عن المرايا المقعرة و المحدبة و استعمالها في العصر العباسي الذي عاش الرازي فيه. قمنا بإجراء التجارب حسب وصفه ووجدنا صحة و دقة ملاحظاته التي أبداها.

البصريات ونظرية الإبصار بين جالينوس وأبي بكر الرازي

آخر الأخبار